لاتزال سريلانكا تعيش على وقع الهجمات الدامية التي أودت بحياة المئات، الأحد، في كولومبو ومناطق أخرى قريبة وتبناها «داعش». وارتفعت حصيلة التفجيرات التي شملت 3 كنائس و4 فنادق خلال الاحتفالات بعيد الفصح عند الطوائف المسيحية إلى 359 قتيلاً، بينهم 45 طفلاً على الأقل، و40 أجنبياً.وأعلن نائب وزير الدفاع في سريلانكا روان ويغيواردين، أمس، أن التفجيرات كان يمكن تجنبها لو أن معلومات المخابرات قُدمت الى «الشخص المناسب».
وكانت تقارير استخبارية محلية وأخرى من الهند حذرت من هجمات محتملة ستستهدف كنائس.وقال الرئيس مايثريبالا سيريسينا إنه سيغير قيادات القوات المسلحة بعد فشلهم في اتخاذ الإجراءات اللازمة، وفقا لمعلومات المخابرات. وقالت «رويترز» إنه طلب من قائد الشرطة ووزير الدفاع الاستقالة.إلى ذلك، أشار نائب وزير الدفاع في مؤتمر صحافي، إلى وجود 9 مفجرين انتحاريين، بينهم امرأة، وقد تم تحديد هوية 8 منهم. وقال ويغيواردين، إن زعيم «جماعة التوحيد الوطنية» الإسلامية المحلية المتطرفة زهران هاشم، هو الذي نفّذ تفجيراً انتحارياً في فندق «شانغريلا» الراقي بكولومبو. كما أعلن توقيف أكثر من 100 شخص للاشتباه في صلتهم بالتفجيرات.وتمكّن الجيش من تفجير عبوة ناسفة عن بعد كانت موضوعة على دراجة نارية قرب صالة «سافوي» السينمائية في العاصمة كولومبو. ونشر تنظيم «داعش»، أمس الأول، مقطع فيديو على وكالة «أعماق»، التي تعتبر الجناح الإعلامي للتنظيم، يتبنى فيه التفجيرات. وفي الفيديو، يظهر 8 أشخاص زعم التنظيم أنهم منفذو التفجيرات، 7 منهم ملثمون لإخفاء هوياتهم، في حين يتوسطهم رجل غير ملثم.وأفاد مسؤول سريلانكي بأن الشخص غير الملثم هو زهران هاشم.من ناحيتها، كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أمس، أن الأخوين إلهام إبراهيم وإنشاف، اللذين فجرا نفسيهما في فندقي «شنغريلا» و»سينامون غراند»، ينتميان إلى «عائلة انتحارية» بالكامل.وكشف مصدر أمني للصحيفة، أن الانتحاريين كانا في أواخر العشرينيات من العمر، وحوّلا عائلتيهما إلى «خلية إرهابية»، لكن المكان الذي يوجد به والداهما ليس معروفا حتى الآن.وحين داهمت الشرطة بيت أحد الأخوين، قامت زوجة أحد الانتحاريين بتفجير نفسها، ما أدى إلى مقتلها ومصرع اثنين من أبنائها وثلاثة من أفراد الشرطة.وقدم أحد الأخوين بيانات شخصية مزورة حين سجل نفسه في الفندق، لكن الآخر قدم عنوانا صحيحا، وهو ما ساعد الشرطة على مداهمة البيت الذي يقع في منطقة تجارية من كولومبو.في غضون ذلك، اعتقلت الشرطة عددا من أفراد الأسرة المشبوهة.وقال أحد المحققين إن الأسرة كانت عبارة عن خلية إرهابية، مضيفا: «كانت لديهم الأموال والحوافز، ومن المرجح أن يكونوا أثروا على أفراد عائلتهم».وكشفت التحقيقات أن الأخوين كانا شريكين في محل والدهما، يونس إبراهيم، الذي اختص بتصدير التوابل إلى الخارج.إلى ذلك، أكدت السفيرة الأميركية في سريلانكا ألاينا تيبليتز، أمس، أن الولايات المتحدة لم تكن لديها معلومات مسبقة عن اعتداءات سريلانكا، نقلتها إلى كولومبو.وقالت تيبليتز في مقابلة مع شبكة CNN، «لم نكن نعرف شيئا عن هذه الاعتداءات قبل وقوعها، لكننا نعتقد أن هناك مخططات إرهابية مستمرة». وتابعت أن «الحكومة السريلانكية اعترفت بوجود ثغرات في جمع المعلومات وتقاسمها».
دوليات
تفجيرات سريلانكا كان يمكن تجنُّبها
25-04-2019