أحيا سلمان العماري فعالية جميلة بعنوان "أمسية تراثية كويتية"، حيث اكتظت صالة مركز اليرموك الثقافي بجمهور غفير نساء ورجالاً، شباباً وفتيات جامعاً كل الأجيال على حب الفن الأصيل والتراث الكويتي العريق، واتسمت الفعالية بطابع التنوع والاختلاف، وسط تصفيق حار واستحسان من الحضور، الذين أعربوا عن فرحتهم بما قدمه العماري.

وساهمت مشاركة الفرقة بتقديم رقصات تراثية في إضفاء لمسة جمالية، والمعروف أن الفنون الشعبية احتلت مكاناً مهماً في تراث الكويت الموسيقي واستمدت أصالتها من البيئة الكويتية الزاخرة بمختلف فنون التراث الشعبي.

Ad

وكانت البداية استثنائية إذ دخل العماري مع الفرقة إلى المسرح، واستهل الفعالية بالفن العاشوري وهو من أبرز "الشيلات". حيث دقت طبول الفرح، وصدح صوت "الطار".

بعد ذلك، تزينت أركان الصالة بألوان الغناء التراثي، وغنى العماري من الفن الخماري أغنين وهما "يا عوني"، و "الا يودان". والفن الخماري وهو لون من ألوان الغناء الشعبي المعروف في الكويت وأطلق عليه اسم فن "اللعبونيات" نسبة إلى الشاعر المعروف محمد بن لعبون.

ثم راح العماري ينهل من فن النجدي وغنى "البارحة دمعي جرى" و "يا بو يوسف" ومن كلماتها: أبو يوسف لا تعاتب من جفاك / من زهد في عشرتك خله يروح/الطبع يالي على غاية هــواك/ ما قوى فيك الجفى قلبه نصوح/ما يخونك دائما يتبع رضاك/ حافظن عرضك وسرك ما يبوح.

ولم يكن العماري بخيلاً في أمسيته ذات العبق التراثي الكويتي، إذ استمر في تقديم المتعة لجمهوره عندما انتقل في أغانيه إلى فن السامري وهو من أبرز هذه الفنون التراثية العريقة فن الذي يمثل الأغنية الشعبية الجماعية بكل معانيها لما يتسم به من مرونة وملاءمة للذوق الجماعي إذ نسجت له نصوص وألحان عديدة. وغنى " الله أقوى يا نصيبي"، و "الله من هجر الحبايب"، و"ما يفيد الصبر وابجاي".

وتنقل العماري بالجمهور بين قوالب غنائية مختلفة ومميزة، واختار أغنيات لها جمهورها وشعبيتها كبيرة في معظم حفلاته التي يحيها، وغنى "صوتاً عربياً"، و"صوتاً شامياً"، و"صوتاً خيالياً"، لاقت تفاعلاً وانسجاماً لدى محبيه.

واختتم العماري الفعالية بأداء من الفن القادري وهو من الإيقاعات الكويتية الأصلية والذي نشأ قديماً منذ مئات السنين.

عاشق فن الصوت والفلكلور

وسلمان العماري فنان شعبي كويتي من مواليد عام 1966، مطرب وعازف عود عاشق لفن الصوت والفلكلور الكويتي والفنون الموسيقية البحرية بأنواعها في الخليج العربي، تأثر بأساتذة فن الصوت ومنهم حمد خليفه، محمد زويد، محمد بن فارس، وضاحي بن وليد.

ويعتبر العماري من الموثقين لفترة الغوص والبحر والباحثين الأكثر اجتهاداً في مجال الفنون الشعبية عامة والفنون والبحرية خاصة ومن أهم أهدافه المحافظة عليها من الاندثار باعتبارها تمثل جزءاً كبيراً من تاريخ وثقافة المنطقة إذ قام بأدائها بدون أي تعديلات أو تغييرات لتصل للأجيال المعاصرة بصورتها الاصلية دون أن تفقد هويتها.

ووضع اهتماماً أكبر في إعادة إحياء الحفلات الشعبية وغناء الفلكلور القديم كالصوت والنهمة والخماري تبنياً لأهدافه الأدبية والثقافية وهو من أشد المعارضين لاستخدام الفن كأداة تجارية فاتخذ أسلوباً وطابعاً مميزاً يتسم بالاهتمام بالكيف لا الكم كمبدأ له إذ يحرص على أن يكون كل ما يقدمه ذا قيمه ثقافية وأدبية تفيد برفع مستوى الموروث الشعبي لدى الشباب ومتذوقي هذا النوع من الفن.