وزير الداخلية الباكستاني الجديد، الذي عينه رئيس الوزراء عمران خان هذا الشهر في إطار تعديل وزاري واسع، مدير سابق للمخابرات وحليف مقرب لآخر حاكم عسكري للبلاد وتكال له اتهامات منذ زمن بأنه على صلة قوية بجماعات متشددة.

وأثار تعيين البريجادير المتقاعد إعجاز شاه وزيرا للداخلية انتقادات حادة من جانب حزب الشعب الباكستاني المعارض الذي كانت زعيمة الحزب السابقة الراحلة بينظير بوتو تعتبره عدوا لدودا. وقال بعض المحللين إن اختيار شاه يشير إلى استمرار نفوذ الجيش الباكستاني القوي على الإدارة المدنية، وهو زعم قائم منذ تولي خان منصبه قبل 8 أشهر ونفته حكومته كما نفاه قادة الجيش.

Ad

وقال شاه في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) بعد تعيينه: «أي قوة تلك التي يمكن أن أمنحها للجيش كوزير للداخلية؟ لقد تركت الجيش منذ فترة طويلة. أنا مدني وقد شاركت في الانتخابات».

وكان شاه أحد أربعة أعضاء في المؤسسة العسكرية ذكرتهم بوتو بالاسم في رسالة مكتوبة إلى الرئيس آنذاك برويز مشرف قبل أشهر من اغتيالها، وقالت إنهم مشتبه فيهم يجب التحقيق معهم إن هي تعرضت للقتل.

ويشتبه كثير من الباكستانيين منذ فترة طويلة بأن عناصر من أجهزة المخابرات تواطأت مع المتشددين في اغتيال بوتو في هجوم بالأسلحة النارية والقنابل في مدينة روالبندي في ديسمبر عام 2007. وألقى تحقيق أجري في ذلك الوقت بالمسؤولية على قيادي في طالبان الباكستانية متحالف مع تنظيم القاعدة.

وفي الأسبوع الماضي قال بيلاوال بوتو نجل بينظير الذي يرأس حزب الشعب حاليا أمام البرلمان: «هل تحاولون توجيه رسالة إلى العالم بأن لدينا إرهابيين ومحرضين على الإرهاب داخل حكومتنا؟... هذا لا يمكن أن يحدث». ولم يرد مكتب شاه على طلب لإجراء مقابلة ولا على قائمة أسئلة أرسلتها «رويترز»، لكن في وقت سابق من الشهر الحالي قال وزير الإعلام آنذاك فؤاد تشودري لصحيفة دون (الفجر) المحلية «إنه رجل طاهر» برأه تحقيق حكومي من كل المزاعم المنسوبة إليه.

جاء التعديل الوزاري الواسع في وقت تسعى باكستان الى جذب الاستثمار الأجنبي وتقديم نفسها كدولة إصلاحات. لكن المنتقدين يرون أن ضم شخصية تنتمي الى «المدرسة القديمة» مثل شاه إلى الحكومة يظهر أن شيئا لم يتغير تقريبا.

وفي عهد مشرف، الذي انتزع السلطة في انقلاب وقع عام 1999 حين كان قائدا للجيش واستمر في الحكم حتى عام 2008، كان شاه مديرا لجهاز المخابرات العسكرية في إقليم البنجاب، ثم تولى لاحقا منصب مدير مكتب المخابرات المدنية.

وأشرف إعجاز شاه على استسلام المتشدد المطلوب عمر سعيد شيخ الذي دبر خطف وقتل دانيال بيرل مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» في عام 2002.