شبكة تجسس ضخمة تخترق المناصب العليا في إيران

الموقوفون كانوا يُظهرون التشدد السياسي والديني

نشر في 28-04-2019
آخر تحديث 28-04-2019 | 00:11
إيرانيون متضررون من السيول يتلقون مساعدات في محافظة كلستان (إرنا)
إيرانيون متضررون من السيول يتلقون مساعدات في محافظة كلستان (إرنا)
مع تصاعد الحرب الاستخبارية في المنطقة بوتيرة متزايدة، وقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير بإنهاء الاستثناءات التي منحت لبعض الدول الأوروبية والآسيوية لشراء النفط الإيراني، تمكنت طهران من الكشف عن «أكبر خلية تجسس في تاريخ البلاد»، حسب تعبير مصدر رفيع في مكتب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، والذي أكد لـ«الجريدة» أن هذه الخلية، التي عملت لمصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل، استطاعت النفاذ إلى أعلى المراكز في الجمهورية الإسلامية.

وفي تعليق على إعلان وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي منذ أيام اعتقال نحو 100 جاسوس، قال المصدر إن القضية لا تنحصر في هؤلاء الأشخاص، لأن عدد المتورطين أكبر بكثير، مضيفاً أن الوزير أشار فقط إلى الشخصيات ذات المناصب العليا التي تم توقيفها بالفعل.

وأوضح أن الخلية استطاعت النفاذ إلى مراكز صنع القرار في إيران، وكان أعضاؤها مؤتمنين إلى درجة أنهم كانوا يشاركون في اجتماعات عالية المستوى في تلك المراكز، بل إن بعضهم كان مؤثراً في عملية اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية.

وفي حين كشف المصدر أن تلك الخلية استطاعت اختراق حلفاء إيران في المنطقة مثل حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي، لفت إلى أن متابعة القضية بدأت عندما تم كشف خلية أمنية إسرائيلية بين مقربين من الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، مبيناً أن التوقيفات الأخيرة، التي شملت 100 شخص، بدأت بتوقيف شخص في لبنان.

وبيّن أن الكشف عن هؤلاء الجواسيس أخذ أكثر من ثلاث سنوات من العمل المستمر والسري لمجموعةٍ كلفها وزير الاستخبارات بشكل مباشر، تحت إشراف المرشد الأعلى فقط، وبصلاحيات استثنائية، مشيراً إلى أنه لم يُسمَح بالاطلاع على ذلك العمل، إلا لعدد قليل من الأشخاص.

وذكر أن أعضاء الشبكة، كان بعضهم يساعد بعضاً للوصول إلى مناصب عالية في المؤسسات الحكومية، موضحاً أن من الموقوفين المئة مديرين وشخصيات حكومية وسياسية وأمنية وعسكرية فضلاً عن آخرين في مناصب إدارية.

وأشار المصدر إلى أن بعض العملاء وصل إلى مراكز حساسة، حتى في أجهزة أمن الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات وأجهزة أمن الشخصيات الإيرانية أو الموالية لإيران بالمنطقة، مضيفاً أن عدة موقوفين وصلوا إلى مراتب عالية في الحوزة العلمية، وكانوا من المؤثرين على قرارات عدد من كبار رجال الدين في إيران، ويشاركون في اجتماعات لاتخاذ قرارات مثل جلسات المجلس الأعلى للأمن القومي أو مجمع تشخيص مصلحة النظام.

وفي مفارقة، أكد المصدر أن بعض هؤلاء كانوا يدَّعون إيمانهم بالنظام أكثر من الولي الفقيه نفسه، ولم يكونوا يفوتون أي صلاة جمعة، بل يجلسون في الصفوف الأمامية، ويتهمون الآخرين بـ«الانحراف عن أصول النظام والإيمان والدين»، إلى درجة أن أحداً لم يكن ليشك في أنهم عملاء وجواسيس.

وأضاف أن بعض هؤلاء كانوا يصوتون ضد القوانين والقرارات التي كان الأميركيون أو الأوروبيون يطالبون إيران باتخاذها، وكانت لهم مواقف عدائية متشددة تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل، ولهذا كان آخر اتهام من الممكن أن يُلصق بهم هو عمالتهم لأميركا وإسرائيل.

وأفاد المصدر بأن بعض المعتقلين كانوا من كبار المحرضين على الهجوم ضد السفارات البريطانية والسعودية في طهران، مشيراً إلى أن التحقيقات أظهرت أن أعضاء آخرين في الشبكة لم يكونوا على علم لمصلحة من يعملون، وكانوا يلبون الأوامر، وكان بعض الشبان يعتبر هؤلاء قدوة له وينفذ توجيهاتهم بحذافيرها على اعتبار أنهم من الموالين للولي الفقيه والنظام، وهذا الأمر جعل اعتقال باقي أعضاء الخلية صعباً جداً.

وختم بأن هناك خفايا كثيرة سوف يتم الكشف عنها بعد أن تنتهي التحقيقات مع هؤلاء، ويتم اعتقال باقي رؤوس هذه الخلية الكبيرة وأعضائها.

back to top