بعد يوم من الاتّفاق بين قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان، على تشكيل مجلس سيادي مشترك يضمّ مدنيّين وعسكريّين، عُقد أمس، اجتماع جديد بين قوى "إعلان الحرية والتغيير" و"المجلس العسكري" في القصر الجمهوري، وتم البحث في توزيع الحصص في المجلس السياسي المفترض تشكيله من أجل تسيير المرحلة الانتقالية في البلاد.

وأوضحت قناة "العربية" أنه إلى جانب الحصص وتوزيعها، تطرّق الاجتماع إلى الفترة الانتقالية التي أكد مراراً المجلس العسكري أن مدتها سنتان، في حين تطالب قوى الحرية والتغيير أن تمتد 4 سنوات.

Ad

كما أشارت "العربية" إلى أن الخلاف على الحصص أو توزيع النسب بين القوى السياسية والمجلس العسكري يكمن في مطالبة الأخير بأن يكون عدد الأعضاء المدنيين 3 فقط مقابل 7 للعسكر، في حين اقترحت "قوى الحرية والتغيير" أن يتشكل المجلس السياسي من 8 مدنيين و7 عسكريين.

وأول من أمس، قال مصدران لـ "رويترز"، إن "المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير اتفقا من حيث المبدأ على تكوين مجلس انتقالي مشترك، لكن الطرفين لم يتفقا على نسب المقاعد".

وتضم "قوى الحرية والتغيير" كلاً من "تجمع المهنيين السودانيين" و"قوى الإجماع الوطني" و"قوى نداء السودان" و"التجمع الاتحادي" المعارض.

الى ذلك، أفادت أخبار من داخل سجن كوبر، بأن الرئيس السابق عمر البشير "بكى بحرقة عندما سمع من يناديه بالرئيس المخلوع".

وذكرت مصادر مطلعة أن "ما يتسرب من أخبار عما يجري داخل سجن كوبر في شأن البشير، وبعض رموز النظام المعتقلين شبه مؤكد، لكن مصدر تسريبها ليس من الضباط أو العاملين في السجن، بل أهالي وأقارب المعتقلين".

وأشارت المصادر إلى "تدهور صحة البشير بسبب الاكتئاب الشديد الذي تعرض له عقب دخوله السجن، وهو لا يزال حتى الآن لا يصدق أنه سجين".

من ناحية أخرى، نفذ ضباط شرطة، أمس، إضرابا عن العمل، مدته يوم واحد، شمل المجمعات الخدمية بالعاصمة الخرطوم، وولايات أخرى في البلاد.

وأعلن ضباط الشرطة من رتبة نقيب فما دون، في بيان، الدخول في إضراب عن العمل إلى حين تحقيق مطالبهم المتمثلة في الترقيات والمرتبات.

ووقف المواطنون ومراجعو المجمعات الخدمية أمام أبوابها المغلقة، ورددوا هتافات ضد السلطات، وهددوا باقتحام تلك المجمعات.

وفي أنقرة، أكد الرئيس رجب طيب إردوغان، أن تركيا ستواصل دعم أشقائها في السودان.

وفي كلمة له خلال الاجتماع التشاوري والتقييمي الـ28 لحزبه "العدالة والتنمية" أشار إردوغان إلى أن "السودان، الذي يعد بمثابة القلب لإفريقيا، تعرض لتدخلات خارجية في جميع شؤونه، خلال الفترة الماضية". وأضاف: "لقد قسموا البلاد أولا، والآن يحاولون ابتلاعه".

وشدد على "الأهمية الكبيرة لأمن واستقرار السودان بالنسبة إلى منطقتي شرق ووسط إفريقيا"، معربا عن "أمله أن تنتهي الأحداث التي تشهدها البلاد بما يتوافق مع مطالب وتطلعات شعبها".