توجه الناخبون الإسبان، أمس، بكثافة إلى صناديق الاقتراع لاختيار مجلس نيابي جديد، في انتخابات تعد الأكثر إثارة للانقسام منذ عقود.

وبعد حملة شابها التوتر، وهيمنت عليها قضايا مثل الهوية الوطنية والمساواة بين الجنسين، ظهرت ترجيحات بفوز رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز، واحتمال تمكن أقصى اليمين والقوميين اليمينيين من تسجيل نتائج جيدة، بعد أكثر من أربعين عاماً على وفاة الجنرال فرانكو.

Ad

ومن المتوقع أن تسفر الانتخابات عن برلمان مجزّأ، مما يرجح احتمال استمرار جهود تشكيل ائتلاف أسابيع أو أشهراً، الأمر الذي سوف يغذي حالة من عدم اليقين السياسي الأوسع في جميع أنحاء أوروبا.

وهناك فرصة لخمسة أحزاب على الأقل من جميع الأطياف السياسية لتكون ممثلة في الحكومة، وقد تتكبد العناء من أجل الوصول إلى اتفاق فيما بينها، مما يعني أن إعادة الانتخابات إحدى النتائج الممكنة.

وبناء على استطلاعات للرأي وحوارات مع أشخاص من داخل الأحزاب، لن يحصل حزب بمفرده على أغلبية، وسيتقدم الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء المنتهية ولايته بيدرو سانتشيز السباق، وسيفوز حزب «فوكس» اليميني المتطرف ببعض المقاعد.

وفي مشهد سياسي مشتت، يبدو أن إسبانيا ستشهد مشاورات مكثفة لتشكيل حكومة بعد الانتخابات، في وقت تشير الاستطلاعات إلى أن حزب سانشيز لن يشغل أكثر من 120 أو 130 مقعداً في البرلمان، بفارق كبير عن الأغلبية المطلقة المحددة

بـ 176 مقعداً.

ولذلك سيضطر سانشيز على الأرجح إلى عقد تحالفات مع اليسار الراديكالي في حزب «بوديموس» (نستطيع) الذي يواجه صعوبات، وأحزاب المناطق، أي من حيث المبدأ، الانفصاليين الكتالونيين، لكن سانشيز يفضل تجنب الحاجة إليهم من جديد بعدما اضطروه للدعوة إلى انتخابات مبكرة بسبب رفضهم التصويت على ميزانيته.

وعنونت «البايس»، وهي أكبر الصحف الإسبانية والقريبة من الاشتراكيين، أمس: «إسبانيا تصوت الأحد منقسمة وفي ظل غموض كبير».