أشاد ناشطو الحزب اليميني القومي الاسباني بـ«ثورة الناس العاديين»، مع دخول حزبهم «بوكس» (Vox) إلى البرلمان، رغم توقعاتهم بتحقيق نتيجة أفضل.وفي ساحة مارغريت تاتشر وسط مدريد، ردد ناشطون «تحيا اسبانيا» (فيفا اسبانيا) عند إعلان دخول الحزب مجلس النواب، بعدما حصل على 10 في المئة من الأصوات، و24 مقعداً من أصل 350 في المجلس.
اختراق يميني
وتشكل هذه النتيجة اختراقا مهما لحزب يميني قومي تأسس في 2013، وكان شبه غائب عن الساحة السياسية قبل 6 أشهر فقط. لكن نتائج الحزب، التي جاءت أسوأ من توقعات استطلاعات الرأي، سببت خيبة أمل لدى ناخبيه، الذين كانوا يتوقعون إحداث مفاجأة في بلد كان اليمين المتطرف مهمشا فيه منذ انتهاء عهد الجنرال فرانشيسكو فرانكو في 1975. وعند إعلان النتائج، التي يمكن أن تسمح لزعيم الحزب الاشتراكي بيدرو سانشيز بتشكيل حكومة تحالف، ترددت صرخات «مرعب» و«مثير للاشمئزاز».أهلاً بالمقاومة
ووسط تصفيق حاد، صرح سانتياغو أباسكال (43 عاما) زعيم الحزب المعادي للهجرة وللمساواة بين الجنسين، ويضم في صفوفه جنرالات متقاعدين يدافعون عن عهد فرانكو، ويعارض زواج المثليين والحق في الإجهاض، والذي أصبح خامس قوة سياسية في البلاد، على أثر هذه الانتخابات، «أهلا بالمقاومة! نواصل طريقنا بلا خوف من أي شيء أو أي شخص، نواصل طريقنا من أجل إسبانيا».وحوله، كان الناشطون يهتفون «اسبانيا الموحدة لن تهزم أبدا» و«اسبانيا مسيحية ولن تكون مسلمة» و»بوتشيمون في السجن»، في إشارة الى الرئيس السابق لمنطقة كتالونيا الملاحق بتهمة محاولة الانفصال في 2017.ونجح أباسكال، الذي يدين «خونة اسبانيا» و«اليمين الجبان»، في إنعاش هذا الحزب الذي أسسه قبل 5 سنوات مع عدد من الذين خاب أملهم من الحزب الشعبي اليميني المتهم «بخيانة قيمهم وأفكارهم».واحتشد الناشطون للاستماع إلى أباسكال وهو يدين «الدكتاتورية اليسارية» و»أعداء اسبانيا»، في إشارة إلى القوميين الكتالونيين والباسك.البحث عن شركاء
في المقابل، بدأ الحزب الاشتراكي الحاكم البحث عن شركاء محتملين في حكومة جديدة للدولة، التي تعيش حالة استقطاب سياسي. ويواجه رئيس الوزراء بيدرو سانشيز اختيارا بين التحالف مع رفاقه اليساريين ممثلين في حزب «بوديموس» (يسار راديكالي)، الذي فاز بـ42 مقعدا، والانضمام إلى الطرف الآخر في المعترك السياسي ممثلا في حزب المواطنين (ثيودادانوس)، وهو حزب ينتمي الى يمين الوسط، وفاز بـ57 مقعدا.وحصل الاشتراكيون على 123 مقعدا بالبرلمان في الانتخابات التي جرت أمس الأول، بينما كانوا يشغلون 84 مقعدا في البرلمان السابق.وينقص الاشتراكيون و«بوديموس» 11 مقعدا لتحقيق أغلبية في البرلمان المكون من 350 مقعدا، ومن الممكن أن يعني ذلك اعتماد سانشيز على الأحزاب المؤيدة لانفصال كتالونيا أو على قوميين من إقليم الباسك.«بوديموس»
وقال بابلو إيغليسياس زعيم «بوديموس» إن حزبه يسعده الاشتراك في تحالف مع الاشتراكيين، بينما ذكر ألبرت ريبيرا زعيم «المواطنين» ان حزبه سيقود المعارضة في البرلمان. أيا كان الأمر، يمكن أن تستمر مفاوضات تشكيل حكومة جديدة أسابيع أو شهورا. ويبقى أن اليسار حقق الفوز بوضوح في ثالث انتخابات عامة تجرى في البلاد في 4 سنوات، بعد أن حقق الحزب الشعبي، التيار الرئيسي المحافظ في البلاد، أسوأ نتيجة انتخابية له منذ أوائل الثمانينيات، إذ حصل على 66 مقعدا فقط، وهو عدد يقل عن نصف عدد المقاعد التي كان يشغلها في البرلمان المنتهية ولايته.انتخاب 5 انفصاليين كاتالونيين مسجونين
تمّ انتخاب 5 انفصاليّين كاتالونيّين محتجزين ويخضعون للمحاكمة في مدريد لدورهم بمحاولة انفصال كاتالونيا عام 2017، نوّابًا في الانتخابات الإسبانيّة التي فاز بها الاشتراكيّون.ومن بين هؤلاء نائب رئيس حكومة كاتالونيا السّابق أوريول خونكيراس، المتّهم الرّئيسي في المحاكمة التي بدأت في 12 فبراير. وهو يُواجه عقوبةً بالحبس قد تصل إلى 25 عاما في حال إدانته بالتمرّد وإساءة استخدام الأموال العامّة في استفتاء عام 2017.وانتُخب خونكيراس نائبًا بصفته زعيمًا لحزب "اليسار الجمهوري" الكاتالوني، بينما انتُخب المسؤول السّابق عن العلاقات الخارجيّة في حكومة كاتالونيا راوول روميفا سيناتورًا.كما تمّ انتخاب 3 معتقلين انفصاليّين آخرين هم: يوردي سانشيز ويوردي تورول وجوسيب رول. وهم أعضاء في حزب "معًا من أجل كاتالونيا".وحصلت الأحزاب الانفصاليّة الكاتالونيّة على 22 من أصل 350 مقعدًا في البرلمان، ويُمكن لها أن تؤدّي دورًا رئيسيًا في المشاورات المرتقبة، خصوصا أنّ الاشتراكي بيدرو سانشيز فاز في الانتخابات من دون أن يتمكّن من الحصول على الغالبيّة المطلقة، وسيُجبر بالتالي على بناء تحالفات مع أحزاب أخرى للتمكّن من الحكم.