حذر قائد "فيلق القدس"، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، أمس، من التفاوض مع الولايات المتحدة. وقال سليماني: "من خلال الضغط الاقتصادي على إيران تريد أميركا إجبارنا على الدخول في محادثات معها... أي مفاوضات تحت هذه الظروف هي استسلام لأميركا، ولن يحدث ذلك أبداً".
وتقوم استراتيجية ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعلنة على الضغط على إيران لدفعها للقبول باتفاق جديد لا ينحصر بالبرنامج النووي، بل يشمل البرنامج البالستي وكذلك الأنشطة الإيرانية في المنطقة بما في ذلك دعمها لحركات مسلحة مثل حزب الله في لبنان وميليشيات عراقية والحوثيين في اليمن، وفصائل فلسطينية. وتتمسك إدارة ترامب بقائمة أعدها وزير الخارجية مايك بومبيو وتضم 12 مطلباً على إيران تلبيتها لتكون أساس أي اتفاق جديد. وأمس خلال مؤتمر، جدد بومبيو التذكير بهذه القائمة. وغداة إعلان إنهاء الإعفاءات النفطية، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده مستعدة للتفاوض إذا اعتذرت واشنطن وتراجعت عن سياساتها، لكن في الوقت نفسه خرجت شخصيات أخرى في النظام، وفي مقدمتها المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يعود له القرار النهائي، لتؤكد أن باب المفاوضات مغلق تماماً.في المقابل، قالت إيران إنها مستعدة لتبادل سجناء مع واشنطن. وفي حال بدأت مفاوضات ولو بالوساطة بين البلدين حول صفقة تبادل فستشكل على الأرجح منصة لمناقشة ملفات أخرى. ويعارض الحرس الثوري، الذي يسيطر عليه حالياً المتشددون، أي تفاوض. والقائد الجديد للحرس اللواء حسين سلامى، هو من انصار الرد الهجومي على الضغوط الاميركية، وقد دعا أخيراً حسب معلومات حصلت عليها "الجريدة" إلى الرد على التحركات الاميركية الأخيرة بالتصعيد في منطقة الجولان ضد اسرائيل، وفي اليمن عبر المتمردين الحوثيين ضد السعودية.
لاريجاني
وكان رئيس مجلس الشورى الإسلامي الايراني (البرلمان) علي لاريجاني المتحالف مع الرئيس الوسطي حسن روحاني قال، أمس الأول، إنه "بعد 12 عاماً من التفاوض والتوافق والتفاهم، ظهر ترامب الذي خرج من الاتفاق النووي". وأضاف: "لا معنى للتفاهم مع شخص لا يحمل فهماً سليماً وطلب من إيران 12 طلبا غير منطقية، مثل التخلي عن تخصيب اليورانيوم، ولو تصور أحد إمكانية التفاوض مع هذا الكائن الخطير فإنه يكون ارتكب خطأ استراتيجيا".درون
في سياق آخر، وبينما جددت طهران، أمس الأول، تهديدها بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، أعلنت البحرية الاميركية أن الصور التي التقطتها طائرة عسكرية إيرانية بدون طيار (درون) حلقت فوق حاملة طائرات أميركية تبحر في الخليج "تعود لأعوام خلت".وقالت الضابطة كلوي مورغان، المتحدثة باسم القيادة المركزية للقوات البحرية: "يبدو أن الصور التي بثها الإيرانيون أخيراً (...) تعود لأعوام خلت أثناء عملية الانتشار الأخير لحاملة الطائرات يو اس اس دوايت ايزنهاور (سي في ان 69)".النفط
وبينما تراجعت أسعار النفط بعد ارتفاعها في الأيام الماضية استجابة لوقف الاعفاءات من العقوبات الأميركية، نقل الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية عن أمير حسين زماني نيا نائب وزير النفط الإيراني، أمس، أن العقوبات الأميركية على قطاع النفط الإيراني ستدمر استقرار أسواق الخام العالمية. إلى ذلك، دعا عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، دول الاتحاد الأوروبي إلى دفع ثمن الاتفاق النووي أيضاً إلى جانب إيران، إذا كان هذا الاتفاق مهمًا فعلاً بالنسبة إليهم.وقال عراقجي، خلال اجتماعه بأعضاء من مجموعة الصداقة البرلمانية النمساوية: "صبر إيران بدأ ينفد تجاه عدم امتثال الأوروبيين للاتفاق النووي".وأضاف: "قريبًا سنتخذ إجراء مناسباً رداً على القرارات الأميركية، وإيران منحت فترة كافية للأطراف الأخرى لتعويض تبعات خروج أميركا من الاتفاق النووي"، معتبراً أن الدعم السياسي الأوروبي للاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015 غير كاف.في سياق منفصل، قال قائد القوة البحرية بالجيش الإيراني، الأميرال حسين خانزادي، إن بلاده وروسيا ستجريان مناورات بحرية مشتركة العام الحالي في المياه الإيرانية.وأفاد الأميرال حسين خانزادي، في مؤتمر صحافي عقد في مقر القوات البحرية، بأن الأسطول الروسي تأسيسا على محادثات جرت، سيأتي إلى مياه إيران الجنوبية لإجراء مناورات مشتركة.من ناحية أخرى، علق خانزادي على تصريح سابق لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مواجهة ناقلات النفط الإيرانية، مشيراً إلى أن "جانبا من الرد على هذا السؤال سياسي والجانب الآخر ذو طبيعة أمنية ودفاعية حيث تتولى البحرية الإيرانية مهمة الحفاظ على مصالح البلاد، وفي هذا السياق تعد ناقلات النفط الإيرانية جزءاً من أراضي البلاد، وسيتم الحفاظ عليها بالتأكيد".وتوقع مسؤول كبير في صندوق النقد الدولي أن تصل معدلات التضخم في إيران إلى 40 في المئة خلال عام 2019 مع محاولة الاقتصاد الإيراني التأقلم مع تشديد العقوبات الأميركية على صادرات النفط.مشاورات سياسية تركية - إيرانية وعين أنقرة على نفط البصرة
تحتضن العاصمة التركية أنقرة، اليوم، مشاورات سياسية بين وزارتي خارجية تركيا وإيران.ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن بيان صادر من الخارجية التركية القول إن الوفدين التركي والإيراني سيجتمعان برئاسة مساعد وزير الخارجية التركي سادات أونال ونظيره الإيراني عباس عراقجي.ومن المنتظر أن يناقش الوفدان العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.يذكر أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قام بزيارة رسمية إلى أنقرة 17 الجاري، التقى خلالها نظيره مولود جاويش أوغلو والرئيس التركي رجب طيب إردوغان.ورفضت تركيا القرارات الأميركية الأخيرة ضد طهران، ومن بينها تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، كما رفضت قرار واشنطن وقف الاعفاءات من العقوبات النفطية التي كانت تركيا تستورد بموجبها النفط من إيران. ولم تعلن أنقرة اذا كانت ستلتزم بالعقوبات الاميركية ام ستخالفها.ورغم التقارب بينهما في اطار مسار استانة، لا تزال هناك خلافات بين أنقرة وطهران حول حل الازمة السورية. وتطالب طهران أنقرة بالانسحاب من كل الأراضي السورية وترفض الانتقادات التركية للرئيس السوري بشار الأسد.يذكر انه قبل احداث "الربيع العربي" التي بدأت اواخر عام 2010 كانت تركيا بزعامة رجب طيب اردوغان، وايران برئاسة محمود أحمدي نجاد الى جانب سورية برئاسة الرئيس بشار الأسد وقطر بقيادة الشيخ حمد بن خليفة، وحركة "حماس" وحزب الله اللبناني تشكل محوراً إقليمياً بوجه ما كان يعرف وقتها بالدول المعتدلة بقيادة السعودية ومصر بقيادة حسني مبارك.إلى ذلك، ذكرت وكالة "بلومبرغ" أن تركيا تبحث عن طرق لزيادة مشترياتها من النفط العراقي بعد القرار الأميركي إنهاء الإعفاءات. ونقلت الوكالة الاقتصادية عن مصدرين مطلعين أن تركيا تدرس مسألة استيراد النفط الخام من ميناء البصرة جنوب العراق، إضافة إلى زيادة الإمدادات عبر خط أنابيب "كركوك جيهان"، الذي يصل بين حقول كركوك في العراق وميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط.