من خيرات وطني
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
محام أو كاتب "ما يعرف كوعه من بوعه"، وموظفون في مراكز ليست حساسة، ولكن أهل السلطة أرادوا أن تكون لهم صفة "حساسة"، في وطن غاب عنه الإحساس بالحق وحكم القانون عند مسؤوليه، حصلوا على تلك الأراضي الزراعية الشاسعة لهم أو سجلوها بأسماء زوجاتهم وأقربائهم بغرض التمويه، تحت لحاف النزاهة، بعضهم باعها بمبالغ كبيرة من دون أن "يدق فيها شبل"! عطايا وهدايا عبر أقنية الواسطة وخدمات "إن حبتك عيني" نزلت عليهم من أهل الخير في السلطة، بماذا هم أفضل من أي كائن في هذه الدولة؟! لا أدري. الآن، إذا أراد مواطن أن يحصل على أرض زراعية فما عليه إلا أن ينتظر إعلان الهيئة العامة للزراعة عن توزيع قسائم تسمى "المزرعة المتكاملة"، وعليه أن يكون صاحب شركة لا يقل رأسمالها عن نصف مليون دينار، وأن يقدم شيكاً أو ضمانة بنكية بمئة ألف دينار، وعليه أن ينتظر سنة أو سنوات، لربما يكون من أصحاب الحظ السعيد إذا استوفى الشروط، ولم يحدث "خنبقة" وتلاعب في توزيع الأراضي! مواطن انتظر خمس سنوات طويلة وحصل على مزرعة، بعدما استوفى الشروط القانونية، وبعد أن شاب شعره من الهرولة والركض كي ينالها، وكان حظه الجميل أنها كانت على شارع رئيسي، كما تبدو في المخطط. بعد فترة، حين زارها ليشرع في استثمارها، وجدها قد تراجعت للخلف وتلاشى عنها الشارع الرئيسي، فقد أزاحتها للخلف "عطايا" من أصحاب القلوب الرحيمة لأحد المؤلفة قلوبهم.هكذا تسير أمور البلد، ليس في توزيع المزارع، بل في تقسيم وتوزيع مجمل ثروة الدولة، أو ما تبقى منها لحزب المؤلفة قلوبهم، "فلتحيا العدالة والمساواة".