هل تشكّل «صفقة القرن» مخرجاً لطهران؟
واشنطن ترفض اقتراحاً إيرانياً لتبادل سجناء
قال مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية، لـ «الجريدة»، إن واشنطن أبلغت طهران أن حل مشاكلها يمكن أن يبدأ بموافقتها على «صفقة القرن»، في إشارة إلى خطة السلام الأميركية بين إسرائيل والفلسطينيين التي طال انتظارها، والتي تنوي إدارة الرئيس دونالد ترامب الكشف عن تفاصيلها بعد شهر رمضان المبارك.من جهة أخرى، كشف المصدر أن واشنطن رفضت اقتراحاً من إيران لتبادل السجناء، وأشارت إلى أن الأميركيين المسجونين في طهران لم يرتكبوا أي جريمة، وهم موقوفون لأسباب سياسية، على عكس الإيرانيين المسجونين في الولايات المتحدة الذين ارتكبوا جرائم، موضحاً أن الأميركيين قد يوافقون على إطلاق عدد محدد من الإيرانيين المسجونين لا جميعهم كما طالبت طهران. وأضاف أن الوسيط الأوروبي أبلغ طهران أن موضوع تبادل السجناء ليس مستقلاً عن قائمة المطالب الـ 12 التي وضعها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وأن على طهران ألا تتوقع تخفيف الضغوط أو العقوبات قبل تنفيذ تلك المطالب وبدء التفاوض على اتفاق جديد لا يقتصر على البرنامج النووي، بل سيشمل البرنامج البالستي وأنشطتها في المنطقة.
وذكر أن الوسيط أبلغ الإيرانيين كذلك أنه في حال شاركت طهران في تنفيذ «صفقة القرن»، وتعهدت بعدم عرقلة الخطة فإن واشنطن ستعتبر ذلك بادرة حسن نية ستقابلها بتخفيف الضغوطات، لكن ذلك لا يعني أن الأميركيين سيتخلون عن «المطالب الـ 12». وأمس، تمسك بومبيو خلال مؤتمر في أميركا بقائمته، مؤكداً أنها الطريق الوحيد أمام إيران للخروج من أزمتها. وفيما بدا أنه تحذير للداخل الإيراني أكثر منه للخارج، قال قائد «فيلق القدس»، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، أمس، إن التفاوض مع واشنطن في ظل الضغط الاقتصادي ممنوع تماماً.وأضاف سليماني، الذي يعتبر أحد الجنرالات النافذين في إيران: «من خلال الضغط الاقتصادي على إيران تريد أميركا إجبارنا على الدخول في محادثات معها... أي مفاوضات تحت هذه الظروف هي استسلام لأميركا، ولن يحدث ذلك أبداً».