تجمّع أكثر من 3 آلاف شخص، من أطياف المجتمع الأفغاني، في كابول وسط إجراءات أمنية مشددة، أمس، لحضور اجتماعات «المجلس الكبير» (لويا جيرغا)، التي تستمر أربعة أيام، بهدف تشكيل إجماع وطني وموقف موحد، بشأن مفاوضات سلام محتملة مع حركة «طالبان» المتشدّدة، لإنهاء 17 عاماً من الحرب.

ودُعي 3200 شخص من زعماء القبائل والقادة ورجال الدين من أقاليم البلاد، التي يبلغ عددها 34، إلى هذا الاجتماع، الذي يوصف بأنه الأوسع في تاريخ أفغانستان الحديث. ووفقاً للمنظمين فإن نحو 35% من المشاركين من السيدات.

Ad

ويُعقد اجتماع «المجلس الكبير» بينما تُجري الولايات المتحدة و«طالبان» مفاوضات في الدوحة، حول انسحاب محتمل للقوات الأميركية مقابل وقف النار، وتعهدات أخرى من المتمردين.

وفي مراسم جرت بخيمة ضخمة تقام لمثل هذه اللقاءات وسط كابول، قال الرئيس أشرف غني في مستهل الاجتماع: «من دواعي فخري أن يحضر هنا ممثلون من جميع أنحاء البلاد، واليوم نجتمع للتحدث بشأن محادثات السلام، ونريد تحديد الخطوط العريضة للمفاوضات مع طالبان، كما نريد نصائح واضحة منكم جميعاً»، مضيفاً أن «سر المستقبل الناجح لأفغانستان يعتمد على وحدتنا لا فرقتنا، ويجب أن نضحي بمصالحنا الصغيرة من أجل الكبيرة».

وقال غني مخاطباً «طالبان»، التي قاطعت «لويا جيرغا»: «تعالوا إلى أي منطقة في البلاد للمحادثات، لماذا لا تريدون التحدث مع الأفغان؟»، مؤكداً «نحن مستعدون للحديث معكم من دون شروط سابقة».

في المقابل، رفضت «طالبان» المشاركة، وتوعّدت بأن «أي قرارات يتخذها لويا جيرغا، لن تكون مقبولة لأبناء هذا البلد الحقيقيين والمخلصين».

ويأمل غني أن يحدد «لويا جيرغا» شروط كابول لتوقيع أي اتفاق، خصوصاً الإبقاء على الدستور، وحماية حقوق المرأة، ووسائل الإعلام، وحرية التعبير.

ومن بين السياسيين البارزين الذين قاطعوا الاجتماع، الرئيس السابق حامد كرزاي، والرئيس التنفيذي عبدالله عبدالله.

يذكر أن «لويا جيرغا» تقليد أفغاني يعود إلى مئات السنين، ويُعقد في الأزمات الوطنية، أو لتسوية قضايا مهمة.