«الكتابة الإبداعية، كتابة معاصرة» (1-2)
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
كتبت ما كتبت، في القصة والرواية والمسرح والنقد والسيرة الذاتية، وخيال هاجسٍ يلوح لي على القربِ حيناً وفي البعد أحياناً أخرى، بأن هناك قارئاً واعياً وحاذقاً ينتظر نصي. وهذا ما كان يأخذني إلى مغامرة قصة أو رواية مختلفة، على مستوى الشكل والمضمون، تكون قادرة على محاكاة الواقع بشكل فني متجدد. صعبة هي معادلة الكتابة، وأصعب منها بالنسبة لأي كاتب اتخاذ قرار بإصدار كتاب. أي إصدار جديد إن لم يضف لرصيد الكاتب فسيأكل منه. لذا كنت ولم أزل أخشى الكتابة لأنها مغامرة محفوفة بالمخاطر، ولا تعرف ولا تعترف برصيد كاتب كبُر أو صغر. وفي كل مرة، ولحظة اقترابي من الخوض في كتابة جديدة، أعود ذلك الطالب الذي يبدأ لتوه خطواً جديداً بمغامرة كتابة جديدة، بغية إصدار مجموعة قصصية أو رواية لافتة في جدة فكرتها وشكلها وموضوعها. سلكت طريق القراءة المعمّقة والاطلاع والبحث في مختلف الفنون الأدبية بغية التمرين على الكتابة. مشى بي الطريق ومشيت به، طوال ثلاثة عقود. وكان أن انعطف بي المنحنى، وذلك بمشاركتي في "برنامج الكتابة العالمي-International Writing Program" عام 2012 في "جامعة أيوا الأميركية-The University of Iowa"، حيث اجتماع قرابة 20 كاتباً من مختلف أنحاء العالم سنوياً لتقديم شيء من خصائص عالمهم الإبداعي، لطلبة كليات الآداب والفنون في السنوات النهائية. هناك في "أيوا" بدأتُ أعيش نقاشاً أكاديمياً علمياً وعملياً جديداً. وبدأت أشعر بتعامل مختلف مع الكتابة والكاتب، وصار يستوقفني القول:- "الموهبة وحدها أعجز بكثير من أن تخلق كاتباً".- "الكتابة الإبداعية-Creative Writing ومناهجها".- "أساتذة مناهج الكتابة الإبداعية هم من الكتّاب والفنانين المتميزين والمشهود لهم".هناك، شعرتُ بأن طريقة التعامل مع فعل الكتابة الإبداعية مختلفة على مستوى وعي الكاتب بذاته، ووعيه بصنعة الأدب والفن، ومختلفة بالنسبة للمدرِّس، وتالياً الناشر، وأخيراً جمهور القراءة والجوائز.