بالعلم وكفاءة الإدارة
أن تتطور الكويت وتتقدم بين الأمم فهذا أمل كل الكويتيين، بل إن هذا هو مطلبهم الدائم، لكن خيبتهم تزداد كلما أُعلن عن خطط التنمية وظهر بعدها سوء التخطيط والتنفيذ، ولذلك نرى هذا الكم الهائل من الشك في خطة تطوير الجزر ومدينة الحرير أو ما سمي إقليم الشمال.لأنه بقدر ضخامة المشروع فإن أحداً لم يقم بتوضيح مضامينه وأهدافه والنتائج الاقتصادية لمستقبل الكويت في تحقيق هذا المشروع، ولم نر من سيدير ويشرف على هذا المشروع من الكفاءات العلمية والإدارية والفنية والمالية والتخطيطية التي يمكن أن تدير مشروعا بهذا الحجم. ولم نر إلا عرضا سينمائيا خياليا يصف مدينة الجمال والفن والثقافة التي لا تقدم، على أهميتها، للتنمية غير اسمها، جميل أن نشرك الصين في بناء المشروع، لكن الأجمل أن نعرف ما الذي سنبنيه؟ وماذا سنجني من هذا البناء؟
أسئلة مشروع تتعلق بمدى مساهمة المشروع في الدخل العام للدولة: هل هو مساوٍ للنفط أو أقل أو أكثر؟ وهل سيعتمد المشروع على طاقة بديلة أم سيتحول إلى أطلال عند انتهاء النفط؟ وهل ستنتقل مدينة الكويت إلى هناك أم ستكون لسكان جدد؟ لا شك أن مشروعا بهذا الحجم سيتطلب عمالة ماهرة وإدارة أمهر، فهل لدينا خطة لإعداد الكويتيين أم سنجلب عمالة من الخارج؟ وفي هذه الحالة هل تم تقدير عدد السكان في ٢٠٣٥ ونسبة الوافدين في التركيبة السكانية؟ الأسئلة كثيرة وربما عند الحكومة إجابة عنها لم نسمع بها، لكن مشروعا بهذا الحجم لا يمكن أن يتحمل مسؤوليته فرد مهما كان خارقاً إذا كان المشروع مجديا اقتصاديا وبديلا ناجحا عن النفط أو رديفا قويا، وإذا كان اعتماده على النفط محدوداً أو لديكم خطة لتشغيله بدون النفط فإن إدارة المشروع تحتاج لكل الكفاءات العلمية والإدارية والاقتصادية والفنية والقانونية، قيادات قادرة على التخطيط ومتابعة التنفيذ. لا يصح ولا يجوز الاعتماد على المعارف وترشيحات فلان وعلان، كما يحدث في اختيار الوزراء، إنما يجب أن تكون هناك خطة دقيقة في رصد الكفاءات الكويتية وأسلوب علمي لاختيار الأصلح والأكفأ وستجدون في الكويت ما تريدون. لا تختاروا "نعم طال عمرك، تم"، واختاروا من يقف ضد الخطأ ويقدم البديل الأفضل، من يستطيع أن يقف نداً إيجابياً مع الصينيين أو غيرهم، ويعمل على ضمان حق الكويت والكويتيين ويتصدى لأي تلاعب. سيقول بعضهم: وأين هؤلاء؟ أقول انظروا إلى شركاتنا وبنوكنا ومؤسسات القطاعين العام والخاص فستجدون كويتيين لهم مكانة دولية ولهم الاحترام والتقدير، وإنجازاتهم تشهد لهم، فإذا لم تجدوا كل من تريدون أعلنوا عن الكفاءات المطلوبة في كل التخصصات، وسترون كم الكفاءات المحلية المجهولة، وكل ما عليكم هو نظام اختيار سليم.