لم يتراجع السجال الذي فجره الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، بتذكيره أن منطقة مزارع شبعا، التي يقول "حزب الله" إن احتلالها من جانب إسرائيل هو أحد اسباب استمراره بحمل السلاح، ليست لبنانية بل سورية. ورغم أن جنبلاط غادر لبنان في إجازة، أكد وزير الدفاع الياس بوصعب أمس أن "هناك صكوكا في الدولة تثبت لبنانيّة مزارع شبعا، والبيان الوزاري يؤكد الالتزام بتحرير تلال كفرشوبا ومزارع شبعا".
بدوره، أكد السفير السوري علي عبدالكريم، أمس، أنه "سبق لدمشق أن خاطبت الامم المتحدة في شأن لبنانية مزارع شبعا، وهناك مواقف صادرة عن وزير الخارجية السورية في هذا السياق، والمسؤولون اللبنانيون يعرفون أننا أبدَينا كل تجاوب ممكن في هذا الملف"، مضيفا: "مزارع شبعا لبنانية، والدولة السورية تقرّ بذلك، مع الأخذ في الاعتبار انه قد توجد بعض الاراضي المتداخلة او المشتركة، مثلما يمكن ان يحصل عند اي حدود بين دولتين". أما رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، النائب الدرزي طلال ارسلان، فقد رأى أنه "من غير المقبول أن يوزع كل من أراد، الأراضي اللبنانية، حسب المزاج الشخصي وحسب أهوائه وارتباطاته الشخصية". وغرّد رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب عبر حسابه على "تويتر"، متوجّها لجنبلاط، دون أن يسميه، وقال: "أهداك الشيعة ثلاثة مقاعد بضغط من بري. وتعهد مع حزب الله بأنه يضمن موقفك، فهل سيتحمل الغدر به عبر مزارع شبعا؟ إلا بري يا ذكي..."، في إشارة الى رئيس مجلس النواب زعيم حركة أمل الشيعية نبيه بري.وأضاف: "لولا الضغط الشيعي في الانتخابات لكان لفريقنا 4 نواب ولجنبلاط 4 نواب دروز، فهل صدرت أوامر الانقلاب في هذا التوقيت، وهل يتحمل الدروز عبء هكذا مواجهة؟".وقال: "لقد خاصم نبيه بري القريب والبعيد من أجل الأستاذ جنبلاط. أهداك 3 مقاعد درزية لماذا تغدر به في هذا التوقيت؟ أقسم بالله بأن الغدر ليس من شيم الدروز، يكفيك جبهات اترك لنا صديقاً. إلا نبيه بري يا ذكي".وهاجم النائب السابق نقولا فتوش جنبلاط بشكل عنيف، وقال في مؤتمر صحافي أمس: "بالأمس أطل جنبلاط بإقرار صريح مفخخ أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ليست أرضاً لبنانية. وهو بقوله هذا اعتدى على الدستور وارتكب جرم الخيانة العظمى، وليست ساعة تخلٍ بل جناية عن سابق تصور وتصميم وعمد، استجابة لرغبات مشبوهة".
جلسة حكومية
في سياق منفصل، انعقد مجلس الوزراء اللبناني، أمس، في جلسة خصصت لمناقشة بنود الموازنة التي أحالها قبل أيام وزير المالية علي خليل. وأعلن خليل بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء في بعبدا، أن "النقاش تطرق الى كل القضايا المرتبطة بالموازنة"، وقال: "انتقلنا من النقاش العام الى النقاش التفصيلي الذي سيبدأ غدا في السراي الحكومي، على ان تستمر الاجتماعات حتى انجاز الموازنة". وعقدت الجلسة على وقع تظاهرات حاشدة للمتقاعدين في القوات المسلحة الذين عبروا عن رفضهم الاقتطاع من رواتبهم وتعويضاتهم.أنقرة
في سياق آخر، أعلن السفير التركي في لبنان هكان تشاكل، أنه طلب من السلطات اللبنانية اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق الأشخاص الذين أحرقوا العلم التركي، خلال تظاهرة أرمنية في لبنان يوم الأربعاء الماضي. وأعرب الدبلوماسي التركي عن إدانته الشديدة لواقعة حرق العلم المؤسفة، مشيراً إلى أنه طلب من الحكومة اللبنانية، اتخاذ الإجراءات القانونية كافة بحق الأشخاص الضالعين في تلك الجريمة.