لذّة الخطيئة!
![مسفر الدوسري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1507745577082709700/1507745592000/1280x960.jpg)
عند الخطيئة تتضاءل حظوظ الفرصة الثانية، لتصل حد العدم، في حين تبقى حظوظ الفرصة الثانية في الغالب قائمة ومتاحة عند الخطأ! كلاهما - الخطيئة والخطأ- لهما ثمن واستحقاق واجب الدفع، إن عاجلاً أو آجلا، ولا مجال لتصنيف دينهما في خانة الديون المعدومة، ولا سبيل للتملص من التسديد والتهرب من الدفع، أو إيجاد نافذة للخروج لمكان آمن لا تطوله يد العقوبة أو منجى منها، إلا أن ثمن الخطيئة باهظ، واستحقاقها ثقيل ومدمر، ويشق على مرتكبها الوفاء به، فثمن الخطيئة، وإن تأجل، فهو يدفع كاملا دفعة واحدة مع كل الفوائد المتراكمة، ومن دون أي امتياز في الحصول على الحسم أو التخفيض في قيمة الدين، فيما ثمن الخطأ، وإن تعاظم وكبر، فهو أقل من ثمن الخطيئة، مع إمكانية الحصول على ميزة إسقاط جزء من الدين بقدر حجم الندم وعمقه وصدقه، فصدق الندم يغسل شيئاً من درن الذنوب، ويسقط فوائد الخطأ أو جزءا كبيرا منها، مما يقلل حجم الدين، ويجعل دفعه مأمولاً ومقدوراً عليه، إن كان بالتقسيط الميسَّر، أو حتى بالتقسيط غير المريح، فذلك يعتمد على فداحة النتائج المترتبة وسلبية الآثار الناشئة عن ارتكاب الخطأ، إلا أنه في كل الأحوال، فإن ثمن الخطأ قابل للسداد. لا إجبار في الخطيئة، ولا استكبار في الخطأ، فالاستكبار في الخطأ قفزة في الهواء تختصر خطوات الطريق المؤدي للوقوع في «هاوية العزّة بالإثم»، مما يجعل الخطأ يصبح خطيئة، عليه ما عليها من الذنب، وله ذات ثمنها الواجب دفعه، مع افتقاده تلك اللذة الشيطانية في الخطيئة وطعم حلواها!