أقامت مجموعة "انعكاس" الفنية الثقافية، بقاعة بوشهرى للفنون بالسالمية، حفلا لتكريم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب السابق، م. على اليوحة، بمناسبة انتهاء خدمته، وذلك بحضور حشد من الفنانين والمثقفين وقياديين سابقين في المجلس.

وكانت مبادرة رائعة من "انعكاس" بقيادة شيخ النحاتين الكويتيين سامي محمد وعدد كبير من المثقفين والشخصيات العامة، على رأسهم د. سليمان العسكري، ود. محمد الرميحي، وأيضًا الروائية ليلى العثمان، والأمين العام المساعد السابق محمد السنعوسي، والفنان القدير سامي محمد، والفنان عبدالوهاب العوضي، ومن النقاد والإعلاميين الفاروق عبدالعزيز وليلى أحمد.

Ad

وباسم الفنانين التشكيليين، ألقى سامي محمد كلمة مرتجلة قال فيها لليوحة: كفيت ووفيت.. وهذا تكريم بسيط لك.. أتكلم فيه باسم مجموعتي، وهي مجموعة "انعكاس"، ونشكرك لأنك قدمت الكثير للثقافة في الكويت، خصوصًا للحركة التشكيلية التي شهدت في عهدك العديد من الإنجازات عبر إقامة المعارض والمسابقات والمهرجانات. كما أشاد محمد بالأمناء والمسؤولين السابقين أمثال سليمان العسكري ومحمد الرميحي ومحمد السنعوسي.

عقب ذلك أهدى سامى محمد إحدى منحوتاته، كما قدّم فنانون آخرون هدايا تذكارية ولوحات، من بينهم الفنان عبدالوهاب العوضي، عبدالجليل الشريف الذي أهداه "بورتريها شخصيا" له، وكذلك الفنانة جميلة جوهر، والفنان خالد خزعل، وناصر الحريري. وعلى هامش التكريم قالت الفنانة جميلة جوهر: من الطبيعي أن نأتي اليوم في هذا الحفل البسيط كي نقول شكرًا لرجل أعطى الكثير للثقافة في الكويت.. والوفاء صفة من أجمل الصفات فينا ككويتيين.

من جانبه، عبر اليوحة عن سعادته بهذا التكريم، وشكر غاليري "بوشهري" على الاحتفاء، كما شكر جميع من حضروا من المثقفين والمبدعين. وقال إنه راض تماما عما قدمه للثقافة في الكويت من خلال توليه منصب الأمانة العامة لثماني سنوات.

وأضاف اليوحة: أمضيت من عمري حوالي 23 سنة في المجلس الوطني منذ عام 1996 من إدارة الهندسة إلى قطاع المتاحف.. إلى الأمين العام المساعد، ثم الأمين العام. وعملت مع قطاعات ومجموعات مختلفة.

وأعتقد أن تجربتي تقيم بحجم الجهد والحراك الذي صار، وحجم النتاج الثقافي وتفاعل الجمهور معه.

وعند سؤاله عما إذا كان راضيا عما قدمه قال اليوحة: الحمد لله.. وإذا كان هناك قلة لا يروق لها ما قدمناه.. فالشريحة الأكبر ساندتنا وتفاعلت مع ما قدمناه من أنشطة. وصلت إلى حوالي خمسمئة نشاط وفاعلية سنويا. وهذا ليس جهد علي اليوحة، وإنما جهد جميع الزملاء والعاملين في المجلس الوطني.

وأوجه لهم جميعًا الشكر والتحية، وأيضا جهود المبدعين والمثقفين الذين تعاونوا معنا وشاركوا في هذه الأنشطة. والحمد لله الكويت مليئة بالكوادر الوطنية الشابة التي يمكن الاعتماد عليها لتطوير العمل الثقافي وخلق قاعدة جماهيرية له، واستكمال ما بدأناه.

إنجازات المجلس

شهد المجلس في عهد اليوحة العديد من الإنجازات في محاور عدة، منها الهيكل التنظيمي للأمانة العامة واللوائح المالية المنظمة لعمل اللجان من حيث تعديل الهيكل التنظيمي للأمانة العامة، بما يتماشى مع الخطة الاستراتيجية الخاصة بالمجلس.

وإنجاز اللوائح المالية الخاصة بالمسابقات والجوائز والنشر والتأليف وإعداد وتجهيز اللائحة الخاصة بمعايير منح جائزة الدولة التقديرية والتشجيعية وإعداد الهيكل التنظيمي لمركز الشيخ عبدالله الجابر للتدريب والتطوير.

أما في مجال التنافسية والريادة حصل المجلس على جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية 2013 وعلى جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني 2014 لترميم وتأهيل "كشك مبارك"، وعلى لقب الكويت عاصمة للثقافة العربية عام 2001 وعلى لقب الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2016 .

سياسات النشر

ومن حيث سياسات النشر والمطبوعات الاستمرار بوتيرة إيجابية في إصدار السلاسل المعتادة، مع تزايد رقعة التوزيع وكمياتها، واعتماد تقنية النشر والبيع الإلكتروني للمطبوعات، كما اهتم المجلس بإصدار العديد من المطبوعات التي تخدم جوانب مختلفة ربما لا تسعها مطبوعات السلاسل الدورية، وكان الاهتمام بارزا في تنفيذ خطة المجلس بشأن الآثار الاصدارات الخاصة بنتائج أعمال التنقيب والبحث الآثاري والتي فاقت الـ 20 مطبوعا بهذا الشأن، وأخيرا اعتماد لغة برايل للمكفوفين في طباعة بعض الإصدارات الأدبية والثقافية.

أما على مستوى البنية التحتية تم تدشين مبنى مسرح السالمية الحديث ليكون أحد المعالم الثقافية والفنية التابعة له، وذلك في 2014 ، وإطلاق اسم الفنان عبدالحسين عبدالرضا عليه، وتفعيل إجراءات تنفيذ مقر بعثات التنقيب في جزيرة فيلكا.

واستقطاب ٧ فرق تنقيب عن الآثار في مناطق (فيلكا، الصبية، كاظمة) وتفعيل إجراءات تأهيل مبنى متحف الكويت الوطني. وطرح مشروع مركز الأحمدي الثقافي في منطقة المهبولة.

وفي الاتفاقيات الثقافية الثنائية حرص المجلس على توثيق العلاقات الثقافية والتدريبية والتراثية مع العديد من الأطراف الخارجية والداخلية، وعقد 6 اتفاقيات.

الأرشفة

أما في مجال الأرشفة الالكترونية فقد حول المجلس مجلدات معجم تاج العروس إلى كتاب رقمي مواكبة للحركة العالمية في هذا المجال، وذلك لدعم نشر مثل هذه المصادر الثمينة وتسهيل الحصول عليها. وتحويل 120 ألف صورة فوتوغرافية ذات صلة بالثقافة والفنون والآداب إلى أرشيف صور رقمي سهل الاسترجاع. وتحويل 3500 فيلم خاص بأنشطة وفعاليات المجلس إلى نظام الديجيتال.

وفي محور تدريب الكوادر البشرية، نفذ المجلس البرنامج التدريبي والتأهيلي الأول من نوعه لتدريب الكوادر البشرية في الأمانة العامة، وذلك في أبريل 2016.

أما على مستوى التطوير الإعلامي، فقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يسمى بـ "الإعلام الجديد" في إبراز دور المجلس والتعريف بفعالياته بشكل واسع من خلال الحسابات الخاصة به على الشبكة الإلكترونية، وتفعيل خدمة بيع الكتاب الإلكتروني وتطوير الموقع الإلكتروني للمجلس، بما يتماشى مع التغيير السريع في مجال التفاعل الرقمي مع الجمهور، وإصدار 5 ملاحق ثقافية متخصصة في نشر فعاليات المجلس الثقافية خدمة لاحتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية مع مجلة البراق التابعة لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، وتم توزيعها داخل الكويت وخارجها.

وفيما يخص المكتبات والملكية الفكرية، تم دعم مكتبة الكويت الوطنية للمجلس، مما ساهم في منحها المزيد من التوسع في الأنشطة والفعاليات وانتقال تبعية المكتبات العامه من وزارتي التربية والتعليم العالي إلى المجلس، فيما يعتبر خطوة طبيعية، لكون هذه المكتبات مكانا للتثقيف والتنوير وتشجيع القراءة. ونقل إدارة الملكية الفكرية من وزارة التجارة والصناعة الى مكتبة الكويت الوطنية.

ومن ناحية الفرق الشعبية، تم نقل تبعية الفرق الشعبية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الى المجلس، بما يكفل تقديم الرعاية المعنوية والفنية والمادية لها.

أما على مستوى المسوحات الثقافية وتسجيل المواقع والتوثيق فقد تم إعداد مشروع السجل الوطني لتوثيق الشخصيات الكويتية، وإعداد سجل للمباني التاريخية التابعة للمجلس، والقيام بإجراءات إدراج أبراج الكويت على قائمة التراث العالمي.

دعم الجوائز ومهرجان الكويت السينمائي

فيما يخص دعم الجوائز، تم رفع القيمة المالية لجائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية بموافقة سمو أمير البلاد، تقديرا لرموز الثقافة والفنون والآداب.

وفي مجال التخطيط والدراسات، استطاع المجلس المساهمة في خطة الدولة التنموية الخاصة بالعمل الثقافي وفقا لرؤية الكويت لعام 2035. وإنجاز الخطة الاستراتيجية لتطوير أداء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. وإنجاز دراسة تعزيز الهوية الوطنية ورفعها الى مجلس الوزراء الموقر، واتخذ بشأنها عددا من التوصيات.

وعن دعم الحراك الثقافي الأهلي ساهم المجلس خلال السنوات القليلة الماضية في دعم العديد من منصات الحوار الثقافية والمكتبات الأهلية ودور النشر الخاصة، تقديراً منه لأهميتها في تطوير المشهد الثقافي في الكويت، وأقيمت العديد من الفعليات الثقافية الناجحة على ضوء هذا الانفتاح على الجهات الأهلية.

وأخيرا، يعتبر مهرجان الكويت السينمائي الذي تم في عام 2017 من أبرز إنجازات المجلس، حيث أقيم لأول مرة في تاريخ المجلس، وتلاه المهرجان الثاني في العام الذي يليه بشكل متسلسل، ليكون أحد المهرجانات المعتمدة من الأمانة العامة كل عام.