أزمة المياه والفرص الضائعة (2)
![هاني المير](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555776299306285200/1555776311000/1280x960.jpg)
ونظرا لذلك فإن هذا يحتم القيام ببعض الخطوات الاستباقية الضرورية التي لا يمكن تأجيلها، والتي من أولها مسارعة الجهات المختصة، وبالأخص الهيئة العامة للإسكان بصفتها الجهة المسؤولة عن إنشاء وتخطيط المدن والمناطق الجديدة، إلى وضع التصاميم الداخلية للمساكن الجديدة والمرافق العامة مثل المباني الحكومية والمساجد في تلك المدن لفصل المياه الرمادية عن مياه المجاري، وهي تصاميم بسيطة تم استخدامها في دول عديدة منذ فترة طويلة، ولا تستغرق عملية إعدادها واعتمادها فترة طويلة، والعمل على إصدار القرارات التنفيذية الكفيلة بإلزام أصحاب المنازل الجديدة بالتنفيذ وفقا لهذه التصاميم تحت طائلة المساءلة القانونية الشديدة، وذلك حتى يمكن الاستفادة منها متى ما تم مستقبلا وضع البنية التحتية اللازمة لتجميع هذه المياه حتى إن تأخر تنفيذها، كما يجب أن تتضمن التصاميم أيضا وجود خط منفصل في تلك المرافق لتغذية السيفون بالمياه، وبحيث يتم تغذية هذا الخط من خزان خاص لحفظ المياه الرمادية المعالجة. أما الخطوات الأخرى فهي بدء الضغط على موردي الأدوات الصحية لتوريد المراحيض التي تعمل بالشفط الهوائي (مثل تلك الموجودة في الطائرات) والمنع التدريجي لتوريد المراحيض العادية الحالية التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، مما يخفف الحاجة إلى استخدام المياه بشكل عام.ما أود قوله هو أن غالبية المسؤولين ليسوا مهتمين أو حتى مدركين لأهمية الموضوع، والأمر يحتاج الى تحرك المستويات العليا في الهيئة العامة للإسكان بشكل رئيس لوضع هذا الأمر موضع التنفيذ، كما يحتاج إلى تبنٍّ وطرح جاد من بعض أعضاء مجلس الأمة بعيدا عن المماحكات السياسية، وذلك لما فيه مصلحة الكويت وبناء المستقبل، كما يحتاج قبل كل شيء الى تبني الموضوع من الشيخ ناصر صباح الأحمد بصفته المسؤول عن إقليم الحرير ومشاريع الجزر، والتي ستكون قطعا بحاجة ماسة وأساسية لهذا المورد لتخضيرها، وتخفيف الضغط على المياه العذبة، وتقليل الحاجة الى إنشاء محطات تقطير ضخمة.