ساد هدوء حذر في أسواق النفط العالمية مع سريان العقوبات الأميركية الشاملة على مبيعات النفط الإيراني، أمس، بينما اختار الرئيس حسن روحاني هذا التوقيت الرمزي ليصادق على مشروع قانون أقره مجلس الشورى (البرلمان) يصنف القوات الأميركية في الشرق الأوسط إرهابية والحكومة الأميركية راعية للإرهاب.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية، مساء أمس الأول، أن روحاني وجّه تعليمات لوزارتي الاستخبارات والخارجية والقوات المسلحة والمجلس الأعلى للأمن القومي بتنفيذ القانون الذي جاء رداً على تصنيف الولايات المتحدة الأميركية الحرس الثوري الإيراني ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية.

Ad

ويصنف القانون بشكل خاص القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) منظمة إرهابية. والقيادة المركزية الأميركية مسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وأفغانستان.

ولم يتضح مدى تأثير القانون الجديد الذي مرره البرلمان الإيراني الأسبوع الماضي على القوات الأميركية أو عملياتها.

وأدرجت واشنطن بالفعل عشرات الكيانات والأفراد في القائمة السوداء لانتمائهم لـ "الحرس الثوري"، لكن لم يكن الحرس الإيراني بأكمله مدرجاً إلى أن أصدر الرئيس دونالد ترامب قراره الذي يتمم سلسلة من الخطوات التي تهدف إلى خنق الاقتصاد الإيراني ومؤسسات النظام لإرغام طهران على تقديم تنازلات بعدة ملفات في مقدمتها أنشطتها بالمنطقة وملفها النووي وتسلّحها الصاروخي.

مناورات عراقية

إلى ذلك، استقبل قائد القوة البحرية بـ "الحرس الثوري" الإيراني الأدميرال علي رضا تنكسيري قائد القوة البحرية العراقية اللواء البحري الركن أحمد جاسم معارج أمس، حيث بحث الجانبان عدداً من الأمور من بينها إجراء مناورات بحرية مشتركة.

وأفادت وكالة "تسنيم" بأن الجانبين تبادلا خلال اللقاء وجهات النظر حول تعزيز التعاون الدفاعي في المجالات البحرية بين البلدين، وتشكيل لجنة مشتركة للتعاون الدفاعي ــ البحري وتعزيز التنسيق بين القوات البحرية للبلدين والتعاون التعليمي والعلمي والبحثي وتبادل الخبرات الجامعية في قضايا العلوم البحرية والتعاون التقني والهندسة البحرية في شؤون البنى التحتية، وتنفيذ مناورات بحرية مشتركة.

وفي اللقاء، قال قائد القوات البحرية بالحرس: "رغم جميع المؤامرات، فإن العلاقة المميزة بين الشعبين الإيراني والعراقي قائمة نتيجة الاشتراكات الدينية والتقارب القومي".

ورأى تنكسيري أن "الجانبين يمكنهما عبر الوحدة، توفير الأمن لمنطقة الخليج الفارسي".

تحسين علاقات

من جانب آخر، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، عن أمل بلاده في تحسّن علاقاتها مع السعودية والإمارات والبحرين.

وقال ظريف على هامش انعقاد منتدى "حوار التعاون الآسيوي" في الدوحة: "لدينا علاقات جيدة جدا مع قطر والكويت وعُمان، ونأمل أن تكون لدينا علاقات مماثلة مع السعودية والإمارات والبحرين".

وأضاف ظريف أن بلاده تأمل بحلّ قريب لأزمة قطر والرباعي المقاطع لها، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مؤكّداً "نحن ضد ممارسة الضغوط على قطر، ومازلنا نعتقد أن الضغوط تتعارض مع القانون الدولي".

والعلاقات مقطوعة بين السعودية وإيران منذ يناير 2016 حين أثار إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر في المملكة تظاهرات عنيفة في إيران تمت خلالها مهاجمة مبنى السفارة السعودية في طهران وإحراقه.

تحذير وعواقب

من جانبه، حذر وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، أمس، من أن أي بلد يستخدم النفط سلاحا قد يجلب الانهيار لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وقال زنغنه في كلمة ألقاها بمؤتمر للنفط والغاز في طهران: أولئك الذين يستخدمون النفط سلاحا ضد عضوين مؤسسين في "أوبك" إنما يزعزعون وحدة المنظمة ويجلبون الموت والانهيار لها، ومسؤولية ذلك تقع على عاتقهم".

وأضاف: "كل من يستخدم النفط أداة سياسية

عليه أن يتحمل عواقب ذلك".

ورجح زنغنه فشل الولايات المتحدة في وقف صادرات بلاده بالكامل. وقال إن اثنين من جيران الجمهورية الإسلامية يبالغان في طاقتهما الإنتاجية النفطية.

وجاء تحذير الوزير مع سريان تشديد العقوبات الأميركية على صادرات النفط الإيرانية بهدف تصفيرها.

وبلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها منذ نوفمبر في الأيام الأخيرة، بعدما قالت واشنطن إنها ستنهي جميع الإعفاءات من العقوبات المفروضة على إيران، والتي منحتها لعدد من مستوردي النفط الإيراني، لتضغط على المستوردين لوقف مشترياتهم من طهران، مما يزيد من شح المعروض العالمي.

كواليس أميركية

في هذه الأثناء، كشفت مصادر أن قرار ترامب غير المتوقع بإنهاء إعفاءات الدول الـ8، جاء بعدما خفف مستشارون اقتصاديون وأمنيون من صقور الإدارة الأميركية مخاوف الرئيس من ارتفاع سعر النفط.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: "لم يحاول أحد فعليا دفع الأمر إلى وقف الصادرات تماما". وأضاف أن التوصل لتوافق بين إدارات الحكومة احتاج إلى "الكثير من العمل".

والآن استبعدت الولايات المتحدة نحو مليوني برميل من النفط يوميا من الإمدادات العالمية بفعل العقوبات على قطاعي النفط في إيران وفنزويلا. لكن واشنطن تأمل أن يحافظ إنتاج النفط الأميركي المرتفع، وهو الآن في أعلى مستوياته على الإطلاق بعدما تجاوز 12 مليون برميل يومياً، على كفاية الإمدادات في الأسواق العالمية، وأن يبقي الأسعار منخفضة.