أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب معرض «الربيع التشكيلي» في دورته الـ 12، والذي افتتح في قاعتي «الفنون» و«أحمد العدواني» بضاحية عبدالله السالم، بمشاركة نخبة من الفنانين الكبار والشباب، وافتتحه الأمين العام المساعد في المجلس د. بدر الدويش، وتضمن مشاركة 79 فنانا وفنانة بـ 104 أعمال فنية، سواء في مجالات التصوير أو النحت أو الأعمال التركيبية والحروفيات وغيرها.وأقيم على هامش المعرض حفل توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة المعرض، من خلال اختيارات لجنة تحكيم مكونة من الفنانين عبدالرضا باقر، وثريا البقصمي، وداوود الشميمري، ومحمد السمحان، وسوزان بشناق.
وبعد الاطلاع على الأعمال الفنية المشاركة اختارت اللجنة الفائزين بالجوائز في مسابقة معرض الربيع 12، وهم: د. وليد سراب، سارة أنور شير، يوسف القلاف، أمل الجفيرة، فاطمة مراد الكندري، يعقوب يوسف إبراهيم، محمد خليفة العجمي، علي علم دار، دلال حمد السعيد، فتوح شموه.
نتاج الفنانين
وبهذه المناسبة، قال د.الدويش إن معرض الربيع التشكيلي هو من أقدم المعارض الفنية، فقد أنشئ سنة 1959، وقد تطور بتطور الفن التشكيلي في الكويت ومدارسه، وكذلك الأساليب والمواد المستخدمة، مشيرا إلى أن المعرض في دورته الـ 12 اشتمل على فن النحت والخزف. وأكد في كلمته أن جميع المشاركين الذين لم يحالفهم الحظ في الفوز هم فائزون، وأيضا نجاح المعرض هو بوجود الفنانين وتبادل الخبرات بينهم.وألقت التشكيلية ثريا البقصمي كلمة مثلت فيها لجنة التحكيم، واستذكرت في بداية حديثها أول معرض ربيع تشكيلي شاركت فيه، وكان في أواسط الستينيات في المدرسة المباركية، مشيرة إلى أن الهدف من هذا المعرض هو عرض نتاج الفنانين المثمر حتى يتطلع عليه الجمهور ويبدون آراءهم بالأعمال، لافتة إلى أن هذا الشيء بحد ذاته جميل ومفيد للفنان، حتى تساعده تلك الملاحظات في تطوير أعماله ومعرفة أخطائه. وأضافت أن الفن هو الشيء الوحيد المرئي الذي يحتاج إلى جهد وعمل وتطوير وتفرّغ تام. ووجهت البقصمي كلمتها للشباب قائلة: «عندما تشاركون في معارض حاولوا أن تبتكروا وتبدعوا وتستشيروا الآخرين من ذوي الخبرة في الأعمال التي ستشاركون فيها، لأن تلك الأِشياء مفيدة، والفنان على سبيل المثال إذا لم يفز بجائزة، أو تعرض أعماله في المعرض لا يعتبر تلك الأمور هزيمة بالنسبة له، لكنه يعد حافزا مهما في أن يستمر ويقدم الأفضل حتى يصل». «الجريدة» التقت بعض الفائزين بالجائزة، وكانت البداية مع التشكيلية فاطمة الكندري من المرسم الحر، ورسمت بوتريها لسيدتين من دون عنوان، أما التشكيلية أمل الجفيرة فعبّرت عن ساعدتها بالفوز، وشاركت بعملين؛ الأول بعنوان «شراع الخير»، والثاني بعنوان «أميرة فيلكا». وشارك الفنان يوسف القلاف بعمل سيريالي مميز.ثراء فني
ويعد المعرض تظاهرة فنية متميزة، إذ يتناول في محتواه الكثير من الرؤى التي تترصد الأصالة والمعاصرة، وكذلك التقليد والحداثة، وفق تصورات الفنانين المشاركين فيه، كما أن من أهم ما يميزه أن أجيالا مختلفة شاركت بأعمالها في قاعة واحدة، مما يعطي تنوعاً ملحوظاً وثراء فنياً تتنوع فيه الأشكال والمضامين، وفق حالات تشكيلية متعددة الجوانب والاتجاهات. ففي أعمال فنية سنجد أن الرؤى المتعلقة بالتراث والواقعية والطبيعة الصامتة هي الأكثر حضوراً في عناصرها، وذلك على سبيل التواصل مع ما يتطلبه هذا الأسلوب من اقتراب أكثر من حياة الناس، وكذلك الالتقاء مع الماضي من خلال رصد حالاته وأشكاله، في حين نجد أن هناك أعمالاً تشكيلية أخرى ذات توجهات فنية تندرج ضمن الأسلوب التأثيري، الذي يعطي لحركة الأشياء والعناصر داخل فضاءات اللوحات، تنوعاً مبهراً.وفي أعمال أخرى نجد أن التجريد مسيطر على أفكارها وبناء محتواها، مما يعطي أحاسيس ذات مدلولات رمزية تحتفي بالخيال في تناغمه مع الواقع المرصود، وفي أعمال أخرى هناك احتفاء بالانطباعية وغيرها من الأساليب التي تضامنت فيما بينها كي تظهر الجماليات الواضحة لمحتوى المعرض. وقد برزت أعمال كثيرة في المعرض ونالت استحسان الجمهور الذي تابع فعالياته، سواء في سياق الأعمال المتعلقة بالتصوير التشكيلي أو الخاصة بالنحت أو التركيب أو الكولاج أو الخط العربي، وكلها أعمال استطاع مبدعوها أن يحققوا ما يتطلعون إليه من جماليات في الشكل والمضمون، وفق ما يطمحون إليه من رؤى فنية، تتماهى مع الواقع والخيال معاً.