فاز جو بايدن بكل استطلاعات الرأي تقريباً التي أُجريت حول الانتخابات الأولية الديمقراطية من دون بذل أي مجهود، ورغم ذلك يخطط فريق نائب الرئيس السابق هذا اليوم لتعزيز ترشح بايدن للرئاسة بموجة أخبار عن عمليات تنظيم، وجمع تبرعات، وتأييد عالي المستوى عندما يدخل هذا السباق.

انطلقت حملة بايدن، التي كانت في حالة ترقب، خلال الأسابيع القليلة الماضية، متصلةً بالمتبرعين في مختلف أنحاء البلد ومستغلةً صداقات عمرها عقود بغية الحصول على دعم كبار الشخصيات في الحزب الديمقراطي، والاتحادات العمالية، وأعضاء الكونغرس، ومسؤولين منتَخبين في ولايات رئاسية باكرة، وفق أشخاص يملكون اطلاعاً مباشراً على استراتيجية حملة بايدن. تحدثت «بوليتيكو» أيضاً إلى متبرعين تلقوا اتصالات من فريق بايدن، ومساعدين محتملين في الحملة أُجريت معهم مقابلات عمل، ومساهمين في ولايات الانتخابات الأولية واللجان الانتخابية الباكرة طُلب منهم المشاركة في دعم بايدن.

Ad

في حين يسعى بايدن إلى الفوز بدعم العمال في ولايات الانتخابات الأولية واللجان الانتخابية، نجح على الأرجح في كسب تأييد الرابطة الدولية لمكافحي النيران، وهو الاتحاد الذي ساهم في دعم جون كيري للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي عام 2004. فقد أعلن رئيس هذه الرابطة هارولد شايتبيرغر هذه السنة أن هذا الاتحاد الذي يضم 310 آلاف عضو يخطط لتنظيم جهود بغية دعم بايدن في الولايات التي تقترع باكراً.

أخبر شايتبيرغر «بوليتيكو» يوم الاثنين: «لطالما تأثرت بالحملة وبنائب الرئيس»، وبعد بث إعلان بايدن مباشرةً، تابع شايتبيرغر: «سيكون مجلسنا التنفيذي مستعداً ليلقاه مباشرةً ويتخذ رسمياً موقفاً في الانتخابات الأولية. سنكون جاهرين على الأرجح للإدلاء بهذا الإعلان في التاسع والعشرين من الشهر».

حفّزت هذا النشاط الباكر علاقات بايدن الطويلة الأمد داخل الحزب الديمقراطي والروابط التي بناها عندما كان نائب الرئيس أوباما، مما دفعه إلى الانضمام إلى مجموعة المرشحين الأبرز في الانتخابات الأولية هذه السنة من دون الإسراع إلى دخول هذا السباق باكراً. رغم ذلك ما زال يواجه درباً مليئاً بالعقبات في سعيه إلى الفوز بترشيح حزبه، منها أسئلة عن مواقفه السابقة وقدرته على جذب قاعدة حزب في حالة تبدل، علماً أن المرشحين الآخرين لن يترددوا في تسليط الضوء على هذه المسائل، لكن فريق بايدن يرى فرصة لإنجاز أمر لم يحققه بعد هذه السنة بدخول قوي: زخم يدفعه إلى الأمام بإظهار أن بايدن يملك كل ما هو ضروري للتنافس في ميدان انتخابات أولية كبير تاريخياً قبل أن ينتقل إلى المواجهة وجهاً لوجه مع الرئيس دونالد ترامب.

بالإضافة إلى ذلك، وفي حين يعمل فريق بايدن على ضمان دعم الاتحاد العمالي الوطني، يسعى أيضاً إلى الفوز بتأييد الاتحاد في ولايات الاقتراع المبكر، مثل أيوا، حيث أجرى مساعدوه مقابلات مع فريق العمل.

تذكر بيتي بريم-هانتر، التي ظلت مديرة الولاية السياسية في اتحاد العمال الأميركي ومؤتمر المنظمات الصناعية في أيوا طوال 13 سنة: «تحدثتُ إلى فريق عمله مطولاً»، وعند سؤالها عما إذا كانت ستدعم بايدن، أجابت: «100%. سألت فريق عمله عما يمكنني فعله للمساعدة، تقاعدتُ لتوي، وأنا أؤيدهم».

على نحو مماثل، أكّد الرئيس السابق للحزب الديمقراطي في نيفادا سام ليبرمان أن بايدن قد فاز بتأييده، وأنه يتوقّع أن يكون «من السهل إقناع العمال بدعم جو بايدن إذا قرر الانضمام إلى السباق الرئاسي».

أضاف: «لطالما دعمته في الماضي ومن المؤكد أنني سأدعمه الآن، لكنني أخشى أن عليه العمل بسرعة لأننا في نيفادا نتعرض لسيل من الاهتمام من المرشحين كافة».

انطلقت أخيراً الحملة التي طال انتظارها: خطط فريق بايدن لنشر إعلان مصوّر قبل أيام، لكن مصادر عدة مقربة من الحملة ذكرت أن التقارير الإعلامية السابقة عن توقيت التجمعات الانتخابية ومواقعها لم تكن دقيقة، مع أن الحملة رفضت التعليق على هذه المسألة والتوضيح. ستلي إعلان بايدن الرسمي مناسبات عدة ترتبط بإطلاق الحملة، منها حفل لجمع التبرعات في فيلادلفيا، وسيصدر بعد ذلك إعلان عن اختيار فريق العمل الرئاسي في ولايات الاقتراع المبكر، وستنطلق الحملة عندئذٍ مع سلسلة من الزيارات إلى ولايات الاقتراع المبكر.

ذكر عميل مطلع على استراتيجية بايدن: «سيبدؤون العمل استراتيجياً على صعيد البلد ككل. سينشرون فرق عمل في أيوا، ونيوهامشير، ونيفادا، وكارولاينا الجنوبية، وسيسعون إلى الحصول على تأييد مسؤولين منتخبين في أنحاء البلد كافةً، وهكذا عندما يخرجون للعلن، يتمكنون من استعراض قوتهم الكبيرة هذه».

خلال الأسابيع الأخيرة، تواصل فريق بايدن أو بايدن نفسه مع متبرعين من كل أرجاء البلد، طالبين منهم التزاماً لعملية إطلاق الحملة هذا الأسبوع.

في فيلادلفيا مثلاً، كانت مجموعة من المتبرعين تطلب من الداعمين كتابة الشيكات حتى قبل موعد حفل جمع التبرعات الذي أقامه قبل أيام، بعدما ينضم بايدن رسمياً إلى السباق الرئاسي.

أشار حاكم بنسلفانيا السابق إيد رندل، الذي يساهم في تنظيم حفل لجمع التبرعات، إلى أنه اتصل بفريق بايدن وأنه ما زال ينتظر القرار النهائي بشأن موعد الحفل الذي سيلي إعلان بايدن.

أخبر رندل «بوليتيكو»: «سنقيمه في اليوم الذي يحددونه لنا، رجحوا أن يُقام يوم الخميس، إلا أن هذا القرار ليس نهائياً بعد».

أكّد ستيفن كوزن، محامٍ وحليف بايدن القديم، أن جهود جمع التبرعات تهدف إلى «الإثبات للآخرين أنه يتمتع بدعم واسع جداً على أدنى المستويات وأن مؤيديهم لا يقتصرون على المستويات العالية، مع أنني واثق تماماً، واثق كل الثقة، أن كثيرين ممن يملكون أموالاً طائلة في المستويات العالية يترقبون انضمام بايدن، لكننا لا نركّز على هذا، بل نصب كل اهتمامنا على بناء القاعدة الدنيا».

تأتي هذه الدعوة التي وجهها بايدن إلى المتبرعين في وقت تكثر فيه التوقعات عن أن مرشحين آخرين سيتفوقون عليه في مجال جمع التبرعات من المتبرعين الصغار، بمن فيهم السيناتور بيرني ساندرز الذي ظل حتى اليوم المرشح الأكثر ثباتاً في تحقيقه أعلى النسب في استطلاعات الرأي إلى جانب بايدن. شكّلت التبرّعات الصغيرة محور اهتمام معظم المرشحين، الذين سعوا إلى تصوير أنفسهم كدخلاء لا مصالح خاصة لهم.

ذكر أحد العاملين في حملة بايدن: «لا تُعتبر هذه حالة طارئة، إلا أنها حاجة، فهو لديه لائحة، إلا أنها تختلف عن لائحة بيرني، وعلينا أن نزيد عدد الشيكات في أبكر وقت ممكن».

● ناتاشا كوريكي ومارك كابوتو