بالتزامن مع سريان العقوبات الأميركية الشاملة على النفط الإيراني بهدف تصفير مبيعات طهران من الخام الأسود، أكد الخبير علي فائز، وهو من "مجموعة الأزمات الدولية"، أن الإدارة الأميركية تعتزم إلغاء الإعفاءات الممنوحة لبعض الدول من العقوبات المفروضة على برنامج إيران النووي.

وذكر فائز، الذي وصف بأنه "خبير مطلع على الوضع الحالي"، في حديث إلى وكالة "نوفوستي" الروسية، أمس، أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون يتطلع إلى زيادة الضغط على الجمهورية الإسلامية، وذلك بعد أسابيع من قرار الرئيس دونالد ترامب عدم تمديد الإعفاءات التي كانت ممنوحة لـ 8 دول، بينها الصين والهند وكوريا الجنوبية وتركيا، لشراء النفط الإيراني.

Ad

وأوضح فائز أن المسؤولين في البيت الأبيض يدرسون الآن إمكانية وقف الإعفاءات، التي تشمل مشاريع دولية تتعلق بمنشآت أراك وفوردو وبوشهر النووية الإيرانية، مؤكداً أن هذه الخطة تعارضها وزارة الخارجية الأميركية، بسبب مخاوف الدبلوماسيين من أن يؤدي القرار إلى تصعيد التوتر مع حلفاء واشنطن في العالم، وخاصة في ظل مواصلة التزام أوروبا وروسيا والصين بالاتفاق النووي المبرم مع طهران.

وسبق أن أعلنت السلطات الأميركية في نوفمبر الماضي أنها تسمح مؤقتاً لبعض الدول بمواصلة العمل تحت رقابة صارمة على المشاريع المذكورة، بموجب العقود الموقعة سابقاً ضمن إطار الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران ومجموعة 5+1.

هجوم وشيك

ومع تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران، توقع محمد سرفراز، عضو المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني الذي يخضع مباشرة لإدارة المرشد الأعلى علي خامنئي، أن تشن الولايات المتحدة هجوماً على إيران بعد شهر رمضان.

ونقلت وكالة أنباء "آخر الأخبار" الإيرانية، أمس، عن سرفراز وهو الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني أن "أميركا تسعى لشن هجوم عسكري على إيران بعد شهر رمضان"، مضيفاً أن "المسؤولين الإيرانيين يدركون احتمال اندلاع حرب مع واشنطن".

وبيّن سرفراز، الذي ينتمي إلى التيار المتشدد، أن "السلطات الإيرانية تبحث عن حل لهذه المشكلة المتوقعة"، مشيراً إلى أن بعض المسؤولين الإيرانيين الإصلاحيين وحلفائهم "يعتقدون أنهم مضطرون إلى التفاوض لمنع الهجوم الأميركي"، ويعتقد البعض الآخر، المتشددون، أنه "ينبغي أن يكون ثمة رد فعل عسكري جدي".

في موازاة ذلك، قال قائد الجيش الإيراني اللواء عبدالرحيم موسوي، إن "على جميع قواتنا ووحداتنا أن تكون في أقصى حالات الجاهزية، وكأنها تعيش ليلة الهجوم، وأن تتمرن دوماً على لعبة الحرب، فتهديدات الأعداء اليوم جادة، وبالطبع هذه التهديدات في بدايتها لن تكون برية".

في هذه الأثناء، شدد قائد البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حسين خانزادي، على أن القوات الإيرانية في مضيق هرمز مستعدة للتعامل مع أي أوضاع مستجدة، معتبراً أن الوجود الأميركي في المنطقة استعراضي، ويهدف إلى ابتزاز الدول الخليجية.

دعوة والتزام

على صعيد ردود الفعل الدولية، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في عقوباتها المفروضة على النفط الإيراني.

وقال أوغلو، في مؤتمر مع وزير خارجية الباراغواي لويس كاستيغليوني، إن العقوبات الأميركية تؤثر سلباً على كل الدول، ومن ضمنها الاتحاد الأوروبي واليابان.

وأضاف أنه بحث مع نظيره الإيراني محمد ظريف، في الدوحة أمس، إقامة استراتيجية تعاون بين أنقرة وطهران للوقوف أو الحد من العقوبات.

وفي بروكسل، أكد "الاتحاد الأوروبي" التزامه بـ "الاتفاق النووي" الإيراني.

وقال مفوض الاتحاد لشؤون المناخ والطاقة ميغيل أرياس كانيتي، في مؤتمر مشترك مع وزير الطاقة الأميركي ريك بيري في بروكسل أمس: "نعتقد أن إعلان الولايات المتحدة عدم تجديد الإعفاءات الممنوحة للدول التي تشتري النفط الخام الإيراني ينطوي على خطر تقويض تنفيذ خطة العمل المشتركة التي تشكل عنصراً أساسياً في الهيكل النووي العالمي لعدم الانتشار الذي أقره مجلس الأمن بالإجماع، وهو أمر حاسم للأمن الإقليمي والعالمي".

من جانبه، قال بيري: "نأمل ألا تقف أي دولة أوروبية مع إيران ومعاملتها السيئة لشعبها وانخراطها في الأنشطة الإرهابية".

إنقاذ سعودي

إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السعودية، أمس، بأن قوات حرس الحدود ساعدت ناقلة نفط إيرانية كانت تواجه مشكلة في المحرك قبالة ساحل جدة في البحر الأحمر، وذلك بعدما تلقت الرياض طلباً للمساعدة من إيران، في وقت أكدت طهران أن ناقلتها تعطلت واضطرت إلى الرسو في جدة.

وكتبت الوكالة التابعة لوزارة النفط الإيرانية، أمس، أن العطل أدى إلى "فقدان السيطرة" على الناقلة التي لم تتسبب في "تسرب نفطي"، وأن الحادث وقع صباح الثلاثاء الماضي.

وأضافت الوكالة أنه "بـالتنسيق مع السلطات المعنية، اتجهت الناقلة إلى ميناء جدة، لأنه أقرب ميناء إليها؛ لإصلاح العطل واتخاذ التدابير اللازمة"، معلنة أن جميع أفراد طاقم السفينة البالغ عددهم 26 بخير.