دائما وأبداً ترسخ أفلام المافيا في أذهان الكثير من متابعيها صورة تكشف عن حقيقة بعض الأحداث الدائرة وسياسة الترهيب والوعيد والتربص واستغلال الفرص لضرب بعض المتنفسين للحرية بكل ما أوتوا من قوة، وكشف المتلاعبين والحرامية الذين أصبحوا ينتشرون كالأمراض الخبيثة، فتجدهم موجودين أينما كنت، وفي كل موقف وبلد، حتى صاروا هم من يقودون الأمم في بعض بلدان التخلف.واليوم أصبح هناك من ينفذ أجنداتهم ويتفاخر بهم ويعتبرهم القدوة، وهم أصحاب مكائن الغسيل والتشحيم التي تدر بالملايين وتوزع الهبات من هنا وهناك لبعض الفداوية والمرتزقة والمطبلين حتى راقصات الليالي الحمراء «حاشهم من الطيب نصيب»، ومن البخيل مثل «عواس» ونكبته في صاحبه.
هناك من يعتبر أن الإرهاب الفكري هو المتفشي أو إرهاب التطرف، ولكن لا يعلمون أن إرهاب أصحاب السترات الحمراء أخطر، بل يشكل صورا أسوأ وجرائم لا تعد ولا تحصى لكنها دائما تكون خلف الجدران، ولكن لا يعلمون أن الصين أصبحت ذات قدرات نافذة في التجسس وأجهزتها التي يعتبرها البعض «بوطقة» أصبحت تنافس أميركا وأقمارها الصناعية وتكنولوجيا اليابان وقاذفات بريطانيا ومدافع ألمانيا وهجوم برشلونة، حتى إنها وصلت إلى بعض الثقوب التي يعلمها جيدا أصحاب السترات الحمراء.إن انتقاد الواقع المرير لدى بعض المسيئين للبلاد والعباد من المرتزقة والأدوات وغيرهم من المهرجين هو لسوء الأمور التي وصلت إلى الوحل ومستنقع عانيناه ونعانيه، لأن هناك من يسرق وينهب وفي الوقت ذاته هناك من يدفع الفاتورة، والغريب والمستغرب هو أن قوى الفساد سرعان ما تتحالف وتتصدى لمن يطلق الرصاص نحوهم، فيصبحون بقدرة قادر هم الشرفاء ويضعون أقنعة براءة الطفولة على وجوههم، وتخرج أبواقهم عبر المنابر ووسائل التواصل الاجتماعي لتعلن شن الهجمات وضرب الشرفاء وإيهام الناس، وفي نهاية الأمر سيكون مسك الختام «اجلد».الواقع أصبح يحمل شعارات متداخلة ومتناقضة بين التخلف والتطور والنمو والإنماء والنوم والتنمية والجهل والتجاهل، حتى اختلطت الأمور عند مستشاري الحكومة والسياسيين والمنظرين، فضلا عن نجوم المنتخب من بعض النواب الذين لم تتسع المقاسات الرياضية لكروشهم المنتفخة بقضايا الأمة التي تحمل شعار «الضحك على الذقون».المشكلة الكبرى أن اللعب أصبح عالمكشوف، والمراهنات تتضاعف أمام الملأ مع استمرار التجاوزات وتجاهل مطالب الناس ودموع بعض الضعفاء الذين أجبرتهم الظروف على وضع لا يحسدون عليه، وهم يراهنون على التفاتة السلطتين التشريعية والتنفيذية لهم حتى لا يدخلوا السجون بسبب القروض أو لا ينكسروا أمام الآخرين بسبب الحاجة، فقد يعتبرها بعض أصحاب اللاءات بأنها تمثيلية إنسانية، ولكن لو تم الكشف عن سجلاتهم لوجدت المنافع لا تعد ولا تحصى، حتى أننا أصبحنا نسمع أرقام الملايين وكأنها مبالغ بسيطة.عموما سترات باريس الصفراء يحمل أصحابها قضية إنسانية، أما أصحاب السترات الحمراء فيحملون هم قضيتهم وهي التحول ما بعد منتصف الليل.
مقالات - اضافات
شوشرة: السترات الحمراء
03-05-2019