نقطة : سورية تروح سورية...
من كثر ما سمعت عن ضباط سوريين مزيفين في الكويت، ومقاتلين كويتيين في سورية، تشككت في أن الكويت جارة لسورية، وتوهمت لوهلة أن باب الحارة هو أحد دروازات السور أو الفاصل الحدودي القديم بين شرق وجبلة، مما دعاني لأعيد النظر في معارفي الجغرافية المتواضعة، صحيح أن الأرض كروية وتدور، لكنها لا تمارس لعبة الكراسي الموسيقية، فتتغير مواقع الدول مع كل لفة، وليتها تفعل، كما لا أخفيكم بأنني خشيت أن أكون قد أصبت بنسيان مؤقت، كما أصاب أحد مدمني الترشح لانتخابات مجلس الأمة، حين ظهر في برنامج مسابقات شهير ولم يعرف عدد الدول العربية في آسيا، فاللهم نجنا من الغفلة والمغفلين، لكن للأمانة يبدو أن الحس الأمني عند الإخوة السوريين بالكويت مرتفع، ففي الوقت الذي تتحاشى غالبية الكويتيين الاحتكاك بالشرطة، أو دخول مخافرهم، يفضل الإخوة السوريون تقليدهم والتمثل بهم، وذلك بعكس الإخوة الكويتيين في سورية، الذين ينحون نحو الإجرام والإرهاب بشكل لافت.أعرف أن التنوع قوة، وأن الكويت أساسها هجرات، وباقي الموال للآخر، كما أعرف أن القذف بتهمة العنصرية صار حجة من لا حجة له، إلا أنه ورغم ذلك لا يمكننا تجاوز مسألة أن أعداد المهاجرين من ذوي الأصول السورية قد بز أعداد مهاجري الدول المحيطة للكويت، وهي دول أكبر حجماً وتعداداً، وغالباً أشد فقراً وحاجة، وهذا لا يعيبهم ولا يقلل من شأنهم، لا سمح الله، فهم كرام أبناء كرام، وفدوا لناس كرام، فهم أصحاب الفضل الأول، وبلادهم الكريمة كانت موئل لهجرات أهل الجزيرة بالأساس قبل ظهور النفط وانقلاب الأحوال، "فالشام شامك لو الزمن ضامك"، لكن ذلك لا يمنع أن الأمر بحاجة فقط إلى فهم وتفسير ورصد لتاريخ مثل هذه الهجرات ومساراتها، وكيف تجاوزت كل المصاعب والمسافات في صحاري ووديان العراق لتصل وتستقر في الكويت الصغيرة، ولم يطب لها المقام في العراق أو السعودية مثلاً أثناء مرورها.
أتمنى ألا تفسر الأمور بأكبر من حجمها، وتعطوها أكثر مما تستحق، أو يفترض لها عمق غير موجود، ولم يدر بخلد كاتبها، فأنا لا يعنيني هنا أبداً ما يقرره السيد صالح الفضالة وجهازه، أو ما يقترحه النائب الفاضل عسكر العنزي، هو مجرد تساؤل لا أكثر لعلي أجد له توضيحاً مع الشكر سلفاً، وأستغفر الله لي ولكم، واللهم احفظ لنا الكويت والشام من كل شر.