وثيقة لها تاريخ : الشيخ دعيج بن جابر العيش تولى أمن الأسواق مدة تزيد على ثلاثين عاماً
حكم الشيخ جابر بن عبدالله الصباح، رحمه الله، الكويت بين عامي 1813 و1859م، أي 46 سنة، كان خلالها حاكماً صالحاً، كريماً، قوياً، حكيماً، ولقَّبه الناس بـ"جابر العيش"، لكرمه الشديد. وقد أعقب من خلفه أحد عشر من الذكور، هم: صباح وعبدالله وخليفة وسلمان ومحمد ومجرن وعلي وحمود وجراح وشملان ودعيج. في هذا المقال سنتحدث عن أصغر أبناء الشيخ جابر العيش من الذكور، وهو الشيخ دعيج، الذي أصبحت ذريته اليوم فرعاً مهماً من فروع آل الصباح الكرام.وُلد الشيخ دعيج في عام 1814م تقريباً، أي في بداية تولي والده الحُكم، ونشأ في كنف والديه وبين إخوانه، فتعلم منهم الكثير، ومرَّ بتجارب كثيرة جعلته فيما بعد أحد أركان الحُكم، ومساعداً لوالده وإخوانه الأمراء.
وقد ورد اسم دعيج في وثيقة باللغة الإنكليزية كتبها الكابتن آرنولد كنبل في عام 1854، وذكر أن عُمر الشيخ دعيج 40 سنة في ذلك العام، مما يؤكد ولادته في السنة التي ذكرناها. أما وفاته، فكانت في عام 1315هـ /1897م، كما ذكر المؤرخ عبدالعزيز الرشيد. وورد اسمه كذلك في كتاب "من هنا بدأت الكويت"، حيث أشار الكاتب عبدالله خالد الحاتم إلى أن الشيخ دعيج كان مسؤولاً عن أمن الأسواق في عهد أخيه الشيخ صباح (الثاني)، واستمر في نفس المسؤولية في عهد الشيخ عبدالله (الثاني)، وهي فترة امتدت من عام 1859 إلى 1891م، أي أكثر من ثلاثين سنة. ولا شك في أن إسناد مهمة أمن الأسواق إلى الشيخ دعيج يدل على الثقة العالية به وبأمانته، وشدته في عدم التراخي مع اللصوص والمجرمين. وقبل أن أختم مقال اليوم، أود أن أشير إلى وثيقة تعود إلى عام 1863م ورد فيها أن الشيخ دعيج وهب زوجته فضة بنت خلف مزرعة نخيل في الفاو، وإليكم نص الوثيقة:"الحمد لله سبحانهثبت كما ذكر لدي وأنا العبد الفاني محمد ابن عبدالله العدسانيالباعث لتحرير هذه الأحرف الشرعية هو أنه قد حضر الشيخ ادعيج ابن جابر الصباح وأقر واعترف بأنه قد أوهب وأعطا زوجته فضة بنت خلف نصف جريب نخل المسما جريب ابخيت الكاين في الفاو واذن لها في قبضه وقبضته وقبلة الموهوب هبة صحيحة شرعية، فبموجب ما ذكر صار النخل المذكور مالاً وملكاً لفضة المذكورة تتصرف فيه كيف تشا وتختار حتى لا يخفى جرا تحريرا في 23 جماد الأول سنة 1280".نتوقف عند هذا الحد، ونُكمل حديثنا حول الشيخ دعيج بن جابر العيش في الأسبوع المقبل إن شاء الله.