غداة شن الويات المتحدة حملة للتضييق على برنامج إيران النووي السلمي، أطلق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تحذيرا للمنطقة من احتمال نشوب صدام مسلح بين بلاده وواشنطن، قائلا إنه "لا أحد من دول المنطقة سيكون في مأمن إذا اندلعت المواجهة، لأن التداعيات ستطول الجميع".

وفي حوار أجراه معه موقع "لوبلاك" الأميركي، وصف ظريف حملة الضغط والعقوبات التي تشنها واشنطن على بلاده بـ "الاستفزازية"، التي تهدف إلى دفع طهران للخروج من "الاتفاق النووي" المبرم مع القوى الكبرى في 2015.

Ad

ورأى الوزير أن حملة الضغط تضمن "سيناريوهات مقيتة أخرى، من ضمنها اختلاق حادثة ما كي يتمكنوا من المضي بمخططاتهم إلى الإمام".

وفي الرد على سؤال حول محاولات مفترضة تقوم بها إسرائيل ودول في المنطقة لدفع واشنطن للدخول في مواجهة مباشرة مع طهران، قال ظريف: "لا أريد الخوض في مثل هذه التهديدات والفرضيات، لكن لو حصل أي نزاع في المنطقة فلا أتصور أن يبقى أحد بمنأى عنه".

ولفت إلى أن سياسة إيران تتمثل في الحفاظ على أفضل العلاقات مع دول الجوار، مثل تركيا والعراق وباكستان والهند وأفغانستان وروسيا وأرمينيا وأذربيجان ودول مجلس التعاون، لكنه شدد على أن طهران يربطها مصير مشترك مع بغداد التي "نتوقع منها الكثير".

وجدد تلويح بلاده بالانسحاب من الاتفاق النووي، متهما الدول الأوروبية بأنها لم تنفذ سوى 10 في المئة من التزامتها التجارية مع بلاده للحفاظ على المعاهدة.

مواجهة المؤامرة

في موازاة ذلك، قال الرئيس حسن روحاني إن بلاده ستواصل بيع النفط وتواجه "المؤامرة الأميركية"، في حين شكك رئيس البرلمان علي لاريجاني بقدرة السعودية والإمارات على سد النقص بأسواق النفط، بعد فرض واشنطن عقوبات شاملة على صادرات طهران النفطية.

وخلال كلمة له في طهران، قال روحاني أمس: "علينا أن نواجه المؤامرات الأميركية لتصفير صادرات النفط ونواصل بيع نفطنا. الولايات المتحدة تنتهك القوانين الدولية وتمارس الضغط على الشركات لمنعها من التعاون مع إيران، وتسعى لإضعاف عملتنا واستقلال البلاد".

واتهم روحاني الإدارة الأميركية بشن حرب سياسية ونفسية ضد بلاده، سعيا إلى تغيير النظام، مضيفا أنه يجب على بلاده أن ترفع نسبة مدخراتها من العملة الأجنبية وأن ترفع نسبة الصادرات غير النفطية.

ومن جهته، قال لاريجاني إن السعودية والإمارات لا تمتلكان القدرة لإنتاج النفط أكثر من النسبة الحالية، ورأى أن التعاون السعودي - الأميركي بشأن النفط يعد حربا نفسية ضد إيران.

مكتب بغداد

إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية، أمس، أن شركة النفط الوطنية الإيرانية ستفتح مكتبا في بغداد.

وقالت الوكالة إن المكتب الجديد "سيسهل التعاون في قطاع النفط ونقل الخدمات الهندسية والفنية" إلى العراق.

العقاب الثالث

وتأتي تلك التطورات بعد يوم من اتخاذ الولايات المتحدة ثالث إجراء عقابي ضد إيران في غضون 3 أسابيع، حيث أعلنت أن أي مساعدة لتوسيع محطة بوشهر النووية أو مبادلة اليورانيوم المخصب بالطبيعي، يمكن أن تعرّض من يقدمها لعقوبات أميركية.

وتحركت واشنطن أمس الأول لإجبار طهران على الكف عن إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب، وتوسيع محطتها الوحيدة للطاقة النووية، مكثفة حملتها التي تستهدف وقف برنامج طهران للصواريخ الباليستية والحد من نفوذها بالمنطقة.

وفي الوقت نفسه جدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إعفاءات من العقوبات الأميركية ليسمح لروسيا والصين ودول أوروبية بمواصلة برامج للتعاون تهدف إلى منع طهران من إحياء برنامجها للأسلحة النووية.

لكن وزارة الخارجية الأميركية قالت إن الإعفاءات لن تمنح إلا لمدة 90 يوما فقط، وهي فترة أقصر مما كان ساريا من قبل.

وهذا هو ثالث إجراء عقابي ضد إيران في غضون 3 أسابيع. وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إنها لن تمدد إعفاءات كانت منحتها لدول تشتري النفط الإيراني، مسرعة في تنفيذ خططها لوقف صادرات النفط الإيرانية نهائيا. كما اتخذت إدارة الرئيس دونالد ترامب خطوة غير مسبوقة بتصنيف قوات الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية.

من جانب آخر، طالبت المتحدثة باسم "الخارجية" الأميركية، مورغان أورتاغوس، أمس، السلطات الإيرانية بالإفراج عن الأميركيين المحتجزين في إيران، مضيفة "أنهم يقبعون في السجون بشكل غير عادل".

حرب كلامية

على صعيد قريب، اندلعت حرب كلامية بين إيران والبحرين حول مضيق هرمز الاستراتيجي.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أمس، إن بلاده تضمن أمن المضيق ما دامت المصالح الإيرانية مضمونة في الممر الحيوي الذي يفصل بين الخليج وبحر العرب. وطالب المنامة، دون أن يسميها، بأن تعرف حدودها.

وفي وقت سابق، صرح وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد، أمس الأول، بأن بلاده لن تسمح بإغلاق هرمز ولو ليوم واحد، بعد أن هدد قادة طهران بوقف صادرات المنطقة من الطاقة ردا على تشديد واشنطن للعقوبات. وقال إن سياسات طهران وضعت إيران على حافة الهاوية.

من جهة أخرى، أصدر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي قرارا عيّن بموجبه عبدالفتاح نواب ممثلا للولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة رئيس بعثة الحج الإيرانية.