كشف مصدر في هيئة الأركان الإيرانية لـ«الجريدة» أن إيران، بناء على معلومات عن وجود مخطط لإشعال حرب في الخليج، أعلنت الاستنفار العام لقواتها المسلحة تحسباً لأي صدام أو احتكاك مع القوات الأميركية في الخليج، بعد دخول قرار تصفير النفط الإيراني حيز التنفيذ، مبيناً أن قيادة الأركان فضلت عدم الكشف رسمياً عن هذا الاستنفار حتى لا يؤثر على الأجواء الداخلية المتشنجة.

وتعليقاً على دعوة قائد الجيش الإيراني الخميس الماضي قواته للاستعداد، قال المصدر إن هناك معلومات استخباراتية وردت بأن الأميركيين قد يحاولون إيقاف حاملات البترول الإيرانية في الخليج بعد 3 الجاري، وأن هناك «عملاء» قد ينفذون عمليات خاطفة ضد حاملات بترول تخص دولاً خليجية وقوات أميركية موجودة في المنطقة لإشعال فتيل حرب.

Ad

وذكر أن الأجهزة الأمنية الإيرانية اعتقلت عدداً من عناصر منظمة «مجاهدي خلق» كانوا يسعون لشراء قوارب سريعة، وبعد التحقيقات اعترفوا بأنهم ينتمون إلى مجموعة تخطط لمهاجمة أهداف أميركية وخليجية بعد تسليم أنفسهم للقوات الأميركية وادعاء أنهم أعضاء في الحرس الثوري.

وأشار المصدر إلى أن باقي أعضاء المجموعة لاذوا بالفرار بعد اعتقال أصدقائهم، بما أنه لم تكن هناك أي معلومات عن وجود هؤلاء داخل البلاد أو خارجها، مجدداً تأكيده أن الاتصالات بين القوات الأميركية وقوات «الحرس» المكلفة حماية مضيق هرمز والشواطئ الإيرانية لم تتوقف حتى الآن، وما زال الجانبان ينسقان تحركاتهما لتفادي الصدام.

وحسب المصدر، فإن إيران صدّرت نحو مليون و400 ألف برميل نفط في أول يوم من العقوبات الجديدة عبر «هرمز»، وقامت قوات الحرس بمؤازرة السفن الإيرانية أمام أعين الأميركيين في تحرك رمزي لجس النبض، مؤكداً أن حالة الاستنفار لا تزال قائمة، وأن جميع الإجازات تم إلغاؤها، غير أن تلك الدرجة تم تقليلها بعد مرور يوم الجمعة.

إلى ذلك، علمت «الجريدة»، من مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن توجيهات عُممت على جميع المسؤولين الإيرانيين، مدنيين وعسكريين، تنص على عدم الحديث عن أي مفاوضات مع واشنطن في هذه الظروف لعرقلة استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مبيناً أن تلك التوجيهات شددت على ضرورة أن يمتنع المسؤولون عن التهديد بإغلاق «هرمز».

وأكد المصدر أن المجلس استدعى وزير الخارجية محمد جواد ظريف فور عودته من نيويورك الاثنين الماضي لاستيضاح سبب إعطائه «إشارات إلى الأميركيين» عن رغبة إيران في إجراء مفاوضات خلال المقابلات الصحافية التي أجراها خلال وجوده هناك.

وكشف أن ظريف أُبلِغ رسمياً في هذا الاجتماع بقرار المجلس، الذي صادق عليه المرشد الأعلى علي خامنئي، والقاضي بمنع جميع المسؤولين الإيرانيين، على كل مستوياتهم، من الكلام عن أي نوع من المفاوضات مع الولايات المتحدة، وبأي شكل، حتى إشعار آخر.

ولفت المصدر إلى أن التوجيهات تفرض على جميع المسؤولين أن يلتزموا في تصريحاتهم بأن «أمن الخليج هو من أمن إيران» وأن «إيران لا تسعى إلى إغلاق مضيق هرمز إلا إذا مُنِعت من تصدير نفطها عبره»، مؤكداً أنه تم إعطاء مهلة 10 أيام لجميع الأجهزة الحكومية والأمنية والعسكرية لتقديم اقتراحات عن إمكانياتها للتصدي للعقوبات الأميركية، وضرورة تغيير سياسة البلاد من الاحتواء إلى المواجهة.