يتمتع الموسم الدرامي الرمضاني بخصوصية تميزه عن غيره من فترات العام، حيث يحظى هذا الشهر الكريم باهتمام صناع الدراما، وأصبح مضمارا كبيرا للسباق نحو تحقيق أعلى نسبة مشاهدة من خلال استقطاب أكبر شريحة ممكنة من المشاهدين.

وبمرور الوقت أصبح نجوم الصف الأول؛ سواء من الكبار أو من جيل الشباب اكثر ميلا إلى الاكتفاء بعمل واحد في رمضان، وتكريس الوقت والجهد له، ليظهر بأفضل صورة.

Ad

ولعل المتابع للمشهد الفني خلال هذه الفترة من العام يلمس تغيرا كبيرا على مستوى ما يقدم من أعمال وآلية العرض والمنافسة الشرسة بين منصات العرض، ومن خلال هذه الأسطر، تستعرض "الجريدة" بعض الظواهر التي طرأت على الصورة العامة.

تأخر إعلان الدورة

تأخر إعلان الدورة البرامجية لبعض المحطات سبب إحراجا كبيرا لنجوم بعض المسلسلات، لاسيما على المستوى المحلي، وخصوصا ممن سبق أن أعلنوا خوضهم السابق الدرامي الرمضاني، ليفاجأ صناع هذه المسلسلات بخروج أعمالهم من المنافسة دون سابق إنذار، وبعيدا عما يسببه هذا التخبط من ربكة لفنانين قد يكتفوا بعمل واحد فقط على مدار العام، أملا في أن يجد طريقه للعرض بالموسم الأهم وبين عشية وضحاها وجدوا أنفسهم قد انتقلوا الى مقاعد المتفرجين، فإن لعبة الكراسي الموسيقية التي تحدث تؤثر أيضا على اختيارات المشاهد الذي قد يبقى معلّقا حتى الأمتار الأخيرة من بدء الموسم الرمضاني دون أن يحدد الأعمال التي يقرر متابعتها.

تراجع الكوميديا

تصدرت الأعمال الدرامية الكوميدية المشهد الفني لرمضان طوال السنوات الماضية وكانت بمنزلة فاكهة المائدة الرمضانية، لكن بمرور الوقت انحسرت موجة الكوميديا في الدراما المحلية تحديدا والعربية بشكل عام، وأصبح أغلب الأعمال يميل إلى الطابع التراجيدي أو الأكشن.

في العام الماضي تفرد الفنان حسن البلام بـ "بلوك غشمرة" مع رفيق دربه الفنان عبدالناصر درويش، فأثارا عاصفة من ردود الأفعال المتباينة، وهذا أيضا يذهب البلام للكوميديا، لكن دون درويش في "بلاني زماني" مع غروب البلام، وهم نخبة من نجوم الكوميديا الشباب، ليغرد البلام وحيدا في فضاء الكوميديا دون منافس محلي.

شبكة «Netflix»

وللمرة الأولى أعلنت شبكة "Netflix"، الشركة الرائدة في مجال الترفيه على الإنترنت، استعدادها لعرض 4 مسلسلات خلال شهر رمضان، هي "الكاتب" و"أنا عندي نص" و"حضن الشوك" و"ماذا لو؟"، بواقع حلقة جديدة يوميا.

وذكرت "نتفليكس"، في بيان صحافي، أن هذه المرة الأولى التي يستطيع من خلالها أكثر من 148 مليون عضو بالمنصة في أكثر من 190 دولة متابعة أحداث المسلسلات الرمضانية يوميا، ومشاهدة الحلقات في الوقت المناسب لهم، ومن دون أي إعلانات، في مبادرة جديدة تعزز أهمية الدراما العربية عامة والخليجية خصوصا، حيث وقع اختيار الشبكة على 3 مسلسلات محلية، هي "أنا عندي نص" للفنانة سعاد عبدالله و"حضن الشوك" للفنانة إلهام الفضالة ونخبة من النجوم، و"ماذا لو؟" للفنان الأردني منذر رياحنة والفنان خالد أمين.

أسبقية العرض

بعد تراجع شعار الحصرية الذي كانت ترفعه أغلب المحطات الفضائية من قبل بسبب ارتفاع أجور الفنانين وكلفة الأعمال الدرامية وتراجع الإعلانات في الوقت نفسه، والتي تعد أحد أهم الروافد المادية للفضائيات، أصبح أغلب المسلسلات متاحا للعرض الثاني والثالث، بل والرابع ايضا في محطات عدة، ومن أجل الحفاظ على الصدارة والاستئثار بسوق الإعلان لجأ بعض الفضائيات لعرض مسلسلاتها قبل يوم أو اثنين من شهر رمضان، سعيا منها للفت أنظار المشاهدين ولتصدر اهتماماتهم خلال الشهر الكريم.

الحنين إلى الماضي

رغم أن الدراما الحديثة كانت لها الكلمة العليا في السنوات الماضية على اختلاف الموضوعات التي تطرحها، فإن تذمّر الجمهور من تكرار الأفكار وتشابه الأعمال وبعض مواقع التصوير أيضا دفع الكتّاب إلى البحث عن مخرج لهذا المأزق، ولم يجدوا بدّا من العودة إلى الوراء والتفتيش في أوراق الماضي، والتنقل بين حقب زمنية مختلفة، لاسيما الخمسينيات والستينيات، أو توظيف التراث لتقديم فكر جديد في قالب مختلف هذا العام يضرب الجمهور موعدا مع 5 أعمال درامية بين تراثي وأخرى تقع أحداثها في الفترة من الخمسينيات إلى الستينيات من القرن الماضي هي "حدود الشر" و"الديرفة" و"لا موسيقى في الأحمدي" و"دفعة 56" و"غرس الورد".