عشية أول أيام شهر رمضان المبارك، استمر التصعيد خلال الساعات الماضية بين قطاع غزة وإسرائيل، مع إطلاق دفعات جديدة من الصواريخ من القطاع صباح أمس، في حين قتل منذ الجمعة 14 فلسطينياً و3 إسرائيليين بتبادل إطلاق الصواريخ من جهة والقصف الجوي والمدفعي من جهة أخرى.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن إسرائيل ستواصل «ضرباتها المكثفة» على غزة ردا على إطلاق الصواريخ. وبالتزامن انطلقت صافرات الإنذار من جديد في جنوب إسرائيل بمنطقة ناحال عوز.

Ad

تفاصيل ميدانية

وقتل 3 عاملين اسرائيليين، عندما أصاب أحد الصواريخ مصنعًا في مدينة عسقلان جنوب إسرائيل القريبة من حدود القطاع، كما أصاب صاروخ سيارة بشكل مباشر، مما أدى إلى إصابة امرأة بجراح حرجة قرب مفرق ياد مردخاي.

وليل السبت - الأحد، قتل إسرائيلي (58 عاما) جرّاء سقوط صاروخ على منزله في عسقلان. وكانت إسرائيلية أخرى (80 عاما) أصيبت بجروح خطيرة في كيريات غات على بعد 20 كيلومترا من غزة.

وتوسّعت ظهر أمس، مديات رشقات الصواريخ من غزّة، لتصل إلى بئر السبع ورحوفوت، جنوب تل أبيب، ويافني ونتنيفوت ورهط وعراد.

وفي بئر السبع، أصاب صاروخ بيتاً إصابة مباشرة، بينما عثر الجيش على بقايا صاروخ في المجلس الإقليمي «شاعار هنيغيف»، ووردت أنباء عن سقوط صاروخ في مشفى برزيلاي في عسقلان، اتضح لاحقًا أنه من بقايا صواريخ منظومة «القبّة الحديديّة».

من جهتها، أعلنت «كتائب القسام» استهدافها مركبة عسكرية إسرائيليّة، شمال غزّة، بصاروخ موجّه مطوّر وأصابتها بشكل مباشر، في حين أعلن الجيش تعطيل سكة القطارات بين بئر السبع و«كريات جات»، جرّاء سقوط صاروخ على سكّة الحديد.

في الجانب الفلسطيني، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس مقتل 4 أشخاص، بينهم أم حامل وطفلتها، بقصف إسرائيلي، إلا أن متحدثا عسكريا باسم الجيش الإسرائيلي نفى ذلك. وقال جوناثان كونريكوس لصحافيين، إنه «بناء على معلومات استخباراتية، نحن واثقون الآن بأن مقتل الأم وطفلتها المؤسف لم يكن نتيجة سلاح إسرائيلي، وإنما بفعل صاروخ أطلقته حماس وانفجر».

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي من جهتها، مقتل اثنين من ناشطيها في قصف إسرائيلي على مخيم البريج في وسط القطاع، ليرتفع بذلك عدد ضحايا القصف الاسرائيلي الى 14 قتيلاً.

ومنذ السبت، أطلق 430 صاروخا من غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، حسب الجيش الذي قال إنه اعترض العديد منها. وهو أكبر عدد من الصواريخ يطلق على إسرائيل في يومين، خلال السنوات الأخيرة.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنّه ردّ عبر استهداف دبّاباته وطائراته نحو 120 موقعاً عسكريّاً تابعاً لحركتَي حماس والجهاد الإسلامي.

ومن المواقع المستهدفة، نفق مخصّص للهجمات تابع لـ«الجهاد» يمتدّ من جنوب القطاع حتّى الأراضي الإسرائيلية.

وقال سكان إن الجيش دمّر 5 بنايات تحتوي على عشرات الشقق السكنية في غزة. وأشار الجيش إلى أن أحدهما كان مقرّاً لأجهزة عسكرية وأمنية تابعة لـ«حماس».

نتنياهو

وأعلن نتنياهو في بداية اجتماع للمجلس الوزاري المصغر، أمس، أنه أمر «الجيش هذا الصباح بمواصلة ضرباته المكثفة على عناصر إرهابية في قطاع غزة، وبتعزيز القوات حول القطاع بالدبابات والمدفعية وقوات المشاة».

وأغلقت إسرائيل بعد ظهر أمس الأول، معابر البضائع والأفراد مع غزّة، وكذلك منطقة الصيد البحري حتى إشعار آخر.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أمس، أنه تمّ استدعاء لواء مدرعات كقوة قتالية جاهزة الى منطقة الحدود مع غزة، لمواصلة الجهود الدفاعية المختلفة». وأكد مصدر عسكري أن «تل أبيب لا تنوي وقف هجماتها الواسعة على قطاع غزة حاليًا». ونقلت صحيفة هآرتس عن المصدر الذي وصفته بـ «الكبير»، أن «الجيش الإسرائيلي أمام تحدي النّيل من مطلقي القذائف من القطاع». وأضاف أن «الغارات التي بلغ عددها 80 وأصابت 1000 هدف، ركزت على مواقع تابعة لحماس والجهاد والإسلامي، لتدفيع الحركتين الثمن».

وبينما تتواصل في القاهرة المحادثات بين مسؤولي جهاز المخابرات المصرية وممثلين عن فصائل فلسطينية، في إطار مساعي تثبيت الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وتخفيف الحصار على قطاع غزة، قال متحدث عسكري اسرائيلي، هو رونين مانليس إنه «لا توجد جهود وساطة للتوصل إلى اتفاق لوقف النار في الوقت الراهن».

الغرفة المشتركة

وكانت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية أصدرت بيانا أكدت فيه مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، مشيرة الى أن «استهداف عسقلان وأوفاكيم وكريات جات برشقات صاروخيّة جاء ردّاً على استهداف الاحتلال للبنايات السكنية». وأضاف البيان: «في حال تمادى العدو سنوسّع ردّنا إلى أشدود وبئر السبع».

ووزّعت «حركة الجهاد الإسلامي» شريطاً مصوراً يظهر فيه مقاتلون يحملون قذائف ويهدّدون مواقع إسرائيليّة رئيسيّة، بينها مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب.

ردود فعل

ودانت الولايات المتّحدة إطلاق صواريخ من قطاع غزّة باتّجاه إسرائيل، معبّرةً عن دعمها «حقّ» الإسرائيليّين في الدفاع عن أنفسهم، حسب ما أعلنت وزارة الخارجيّة الأميركية السبت.

وقالت الناطقة باسم «الخارجيّة» مورغان أورتاغوس: «تدين الولايات المتحدة بشدّة استمرار الهجمات الصاروخية التي تشنّها حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني من غزّة على المدنيّين الأبرياء في إسرائيل». وأضافت: «ندعو المسؤولين عن هذا العنف إلى وقف هذا العدوان فوراً».

وتابعت: «نحن نقف إلى جانب إسرائيل ونؤيّد بالكامل حقّها في الدّفاع عن النفس ضدّ هذه الهجمات البغيضة».

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى «وقف» إطلاق الصواريخ الفلسطينية من غزة على إسرائيل «فوراً»، كما حضّ مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف «جميع الأطراف على تهدئة الوضع، والعودة إلى اتفاقات الأشهر الأخيرة».

اغتيال ناقل أموال إيران

في أول عملية من نوعها منذ حرب عام 2014، اغتالت إسرائيل قيادياً في حركة «حماس» بقطاع غزة، بضربة جوية موجهة استهدفت سيارته. وأفاد بيان عسكري إسرائيلي بأن القتيل هو حامد أحمد عبد الخضري، وكان مسؤولا عن نقل الأموال من إيران إلى الفصائل المسلحة في غزة.