السيسي يفتتح «أنفاق سيناء»: الدول لا تُبنى بالدلع
مصر تحذّر تركيا من التنقيب عن الغاز غرب قبرص
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افتتاح مجموعة أنفاق تربط سيناء بمدينتي الإسماعيلية وبورسعيد على الضفة الغربية لقناة السويس أن «الدول لا تبنى بالدلع»، بل بالجهد والعمل والالتزام.
دخلت شبه جزيرة سيناء المصرية مرحلة جديدة بافتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، مجموعة أنفاق تربطها بمدينتي الإسماعيلية وبورسعيد على الضفة الغربية لقناة السويس، ووصف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي، الافتتاحات الجديدة بـ "تدشين عملية تنمية شبه جزيرة سيناء"، وأكد أن مشروعات الأنفاق التى تم تنفيذها أسفل القناة تعتبر المنظومة الأضخم من نوعها فى تاريخ مصر، بل وعلى مستوى العالم، من حيث الأطوال والأقطار وحجم الأعمال، والخطة الزمنية القياسية التى تم تنفيذها خلالها، لافتا إلى أن تنفيذ تلك المشروعات الكبرى، جاء نتيجة قرار ذي رؤية استراتيجية ودراسات علمية دقيقة، وتم بسواعد وخبرة مصرية.
بناء الدول
وأكد السيسي أن "الدول لا تبنى بالدلع، الدول بتتبني بالجهد والعمل والالتزام، ومحدش هييجي يساعدنا لو مفيش استقرار، والمصريين واعيين لده، ومبيسمحوش لحد ينتهك حقوقهم، وقادرين يغيروا زي ما غيروا في يناير و30/ 6، بس عندهم وعي يستحملوا بيه إجراءات اقتصادية قدروا يستحملوها، عشان في عمل أمين ومخلص، وغير كده مش هيستحملوا".وأضاف: "اتكلمنا عن إقليم واحد هو قناة السويس من 10 أقاليم هيكلفنا 800 مليار جنيه للإقليم الواحد، يعني 8 تريليونات جنيه، في موعد أقصاه عامين"، متابعا: "عدد السكان في إقليم قناة السويس مش كبير، بس لمواجهة التطرف والإرهاب لازم تكون مجابهة تنموية وفكرية وثقافية".وتابع: "4 سنين بنشتغل في المكان ده اللي كان جبل ورمل وألغام، ومخلفات حروب شرق القناة، في طرق اتعملت مش ببلاش، سيناء اتبذل فيها جهد واتصرف عليها أموال غير مسبوقة". وأردف: "محطة سرابيوم بتعالج مليون متر يوميا من المياه، كانت بتترمي في بحيرة التمساح وبتأذي البيئة، وهنستفيد منها في الزراعة، وهو ده اللي حصل في محطة بحر البقر" التي تمولها الكويت.ورأى السيسي أن مصر مطالبة بتوفير احتياجاتها دون الاعتماد على الخارج، وبعيدا عن الخسائر التي أعقبت انتفاضة 2011 التي أطاحت الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وقال: «لن نعتمد على أنفسنا إلا بالاستقرار والهدوء، وبقول تاني لو كانت المظاهرات تبني مصر هنزل بالمصريين نقف في الشارع ليل ونهار عشان نبني مصر، والله العظيم». وافتتح السيسي 12 مشروعاً تنموياً، بينها أنفاق قناة السويس، ومدينة الإسماعيلية الجديدة، ومحطة مياه الشرب الكبرى بالإسماعيلية الجديدة، وكورنيش بحيرة الصيادين الجديد، والممشى السياحي على البحيرة وسوق الأسماك المتطور الجديد، ومشروع المحاور المرورية، وكوبري سرابيوم العائم بالإسماعيلية، وكوبري الشهيد أحمد شبراوي بمنطقة الشط بالسويس، وذلك فى إطار خطة التنمية الشاملة للدولة.
تحذير لتركيا
وفي سياق ليس بعيدا، حذرت القاهرة أنقرة من البدء في الحفر بمنطقة بحرية غرب قبرص، وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان أمس الاول، أن مصر تتابع باهتمام وقلق التطورات الجارية، حول ما أعلن عن نوايا تركيا البدء في أنشطة حفر بمنطقة بحرية تقع غرب جمهورية قبرص. وحذرت "الخارجية" من انعكاس أي إجراءات أحادية على الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط. كما أكدت ضرورة التزام أي تصرفات لدول المنطقة بقواعد القانون الدولي وأحكامه.بدوره، أوضح الخبير في الشؤون التركية، مالك عوني، أن قيام تركيا بهذا الإجراء المنفرد دون توقيع اتفاقية لترسيم الحدود مع دولة قبرص، بل ودون الاعتراف بسيادتها يمثل في جزء منه إنكارا لاتفاقية ترسيم الحدود المصرية - القبرصية، وهو ما لا يمكن أن تدعه مصر يمر دون تحفّظ منها على عدم قانونية السلوك التركي. وأضاف أن تركيا لا تحاول في تلك المرحلة المساس بشكل مباشر بحقوق مصر البحرية في شرق المتوسط، لكن سعي تركيا لإهدار النظام القانوني في تلك المنطقة وفقا لقواعد القانون الدولي المستقرة، سيؤثر على التعاون الأمني المصري - القبرصي - اليوناني، الذي لن يبقى في إطاره المحدود الراهن.وفي حديث لوكالة «الأناضول» التركية الرسمية، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده «مصممة على حماية حقوقها النابعة من القانون الدولي في شرق البحر المتوسط وبحر إيجه، والدفاع عن حقوق القبارصة الأتراك بصفتها (تركيا) دولة ضامنة، وعدم السماح بفرض أمر واقع».