لبنان: قذيفة «حزب الله» لباسيل تثير سجالاً

مئات عاملات المنازل الأجنبيات يتظاهرن لإلغاء نظام الكفالة

نشر في 06-05-2019
آخر تحديث 06-05-2019 | 00:03
باسيل والقذيفة الهدية في جبيل أمس الأول
باسيل والقذيفة الهدية في جبيل أمس الأول
أثارت صورة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، خلال زيارته إحدى البلدات في منطقة جبيل شمالي بيروت، وهو يحمل قذيفة مستعملة مع مسؤولين في «حزب الله» اللبناني، جدلاً واسعاً. وقدّم مسؤولون في «حزب الله» في منطقة رأس قسطا قذيفة من العيار الثقيل هدية لباسيل. وكُتب على القذيفة: «تحية تقدير ومحبة لمعالي الوزير المقاوم جبران باسيل»، وتم تثبيت علمي «التيار الوطني الحر»، و»حزب الله» على القذيفة. واستخدمت هذه القذيفة في المعركة التي قادها «حزب الله» في جرود عرسال شرقي لبنان صيف 2017 ضد «جبهة النصرة».

وعلق النائب السابق فارس، عبر حسابه على «تويتر»، قائلاً: «إهداء صاروخ حزب الله لوزير الخارجيّة في جبيل، بحضور نواب من جبيل كسروان محاولة غبيّة لإلباس جبيل كسروان صبغة حزب الله. اسجّل باسم من أمثّل أن هذه المنطقة حرّة مستقلّة وستبقى».

وأضاف: «جبيل كسروان منطقة السياحة والقداسة والحياة. إصرار حزب الله إلباسها لباس الصاروخ محاولة فاشلة»، مضيفاً: «أدعو أصحاب المصالح ومن يعترض على إلحاقنا بثقافة لا تشبهنا رفع الصوت. جبيل استقبلت جورج موستاكي في السبعينيات. جونية الجمال والتليفريك، حريصا وبكركي ومار شربل، لا تختزل بصاروخ حزب الله. أناشد أهلنا التعبير السلمي عن رفضهم تسليم مفاتيح المنطقة لحزب الله البارحة وصاروخ لباسيل بحضور نواب اليوم».

وغرد عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب زياد الحواط عبر حسابه على «تويتر» قائلا: إلى ضيفنا الكريم المتوّج بصاروخ عابر لتاريخ جبيل وثقافتها مهلاً مهلاً هديّة جبيل إلى لبنان واللبنانيين القداسة، الوطنية، الشهامة والعيش المشترك. ما رأيناه عبث بالتاريخ وانقلاب عليه».

وبدا لافتاً، الشعارات التي رفعها مناصرو «حزب الله» خلال استقبالهم باسيل. ووصفت إحدى اللافتات موقف عون بأنه «يشكل البيئة القوية والمؤمنة لردع إسرائيل في لبنان».

وعلّق المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإعلام العربي عوفير جندلمان، قائلا في «تغريدة»: «وزير الخارجية اللبناني تلقى هدية جميلة، وهي قذيفة أهداها له بكل محبة حزب الله، الذي يحتل لبنان في خدمة طهران. في وزراء خارجية بأي دولة بالعالم بيتلقو هدايا من تنظيم إرهابي؟ ما تقولو إنو لبنان مش محتل بتواطؤ مع كبار المسؤولين بالبلد».

في سياق منفصل، تظاهرت المئات من عاملات المنازل الأجنبيات أمس في بيروت، مطالبات بإلغاء نظام الكفالة.

ويعيش في لبنان أكثر من 250 ألفاً من عمال المنازل المهاجرين، بينهم أكثر من 186 ألف امرأة يحملن تصاريح عمل، تتحدر أغلبيتهن العظمى من إثيوبيا، بالإضافة إلى دول أخرى هي الفلبين، وبنغلادش، وسريلانكا وفق وزارة العمل. ولا يشمل هذا العدد آلافاً يعملن من دون تصاريح.

وحملت المشاركات في التظاهرة، التي أقيمت على هامش الاحتفال بعيد العمال، وجابت شوارع عدة، أعلام بلادهن، ولافتات بلغات عدّة جاء في عدد منها «لا للاستعباد، نعم للعدالة»، و«أوقفوا الكفالة». وتقدم المسيرة لافتة كبرى كتب عليها بالإنكليزية «عاملات المنازل هم عمال أيضاً، ضمّونا إلى قانون العمل».

ولا يشمل قانون العمل الحالي عاملات المنازل المهاجرات، اللواتي يخضعن لنظام كفالة يربط الإقامة القانونية للعاملة بعلاقة تعاقدية مع رب العمل. وطالبت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته قبل نحو أسبوعين، بإلغاء هذا النظام الذي قالت إنه يمنح أصحاب العمل «سيطرة شبه كاملة» على حياة عشرات الآلاف من عاملات المنازل المهاجرات، ممن يتعرضن لكل أشكال الاستغلال وسوء المعاملة.

ويكاد لا يمرّ أسبوع في لبنان من دون تسجيل انتحار أو محاولة انتحار عاملة منزلية، خصوصاً عبر رمي أنفسهن من الشرفات.

وتتعرض العاملات وفق منظمة العفو الدولية لأشكال عدة من الاستغلال، كإرغامهن على العمل ساعات طويلة بلا استراحة أو إجازة، وعدم دفع أجورهن أو التأخير في دفعها أو حتى اقتطاعها، عدا مصادرة جوازات سفرهن. ويضاعف فرض أصحاب العمل قيوداً على حرية التنقل والاتصال بعائلاتهن وأصدقائهن من معاناتهن، ما يجعلهن أحياناً في «عزلة قسرية». وباستثناء القادمات من الفلبين، تتراوح أجور العاملات بين 150 و200 دولار أميركي في الشهر.

back to top