أثبت فريق الكويت، بعد تحقيق الثنائية السادسة على التوالي، إثر حصوله على لقب بطولة كأس الاتحاد لكرة اليد، على حساب نظيره العربي، بفوزه عليه 19-18 في المباراة النهائية، أمس الأول، وجاء السالمية ثالثاً، بالدليل القاطع مدى سيطرته على البطولات المحلية على مدار 6 سنوات متتالية.

وتمثل عودة فاكهة البطولات؛ العربي، بجماهيره العريضة، بعد حصوله على وصافة بطولتي الدوري والكأس، وتحقيق برقان أول ميدالية في تاريخه، عقب حصوله على المركز الثالث في الدوري الممتاز، والسالمية ثالث الكأس، من أبرز إيجابيات الموسم المنقضي.

Ad

وعلى النقيض، يمثل خروج كاظمة خالي الوفاض، بعدما استعد بفريق متكامل من بداية الموسم، وغياب المنافسة الحقيقية بين فرق المنتصف، أبرز الجوانب السلبية. لذا كان لـ«الجريدة» هذه الوقفة التحليلية للجوانب الإيجابية والسلبية للموسم المنتهي.

الكويت بطل

تفوق الكويت على المستوى المحلي، لدرجة أنه فرض واقعا خاصا من البداية للنهاية في جميع البطولات، وهذا حق مشروع، نتيجة لجهد واضح مبني على نهج احترافي في العمل، لكن عليه الآن النظر بعين ثاقبة لتعديل سقف طموحه، والخروج من دائرة المنافسة المحلية إلى الساحة الدولية، والعمل بشكل جاد لتحقيق ذلك.

ولعل البطولة الآسيوية الأخيرة خير دليل على ضرورة ارتفاع الطموح والاستعداد بالشكل الذي يؤهل «الأبيض» لتحقيق إنجازات قارية مستقبلا، من خلال تجديد دماء الفريق بلاعبين شباب لديهم نفس الطموح والقدرة على استكمال مسيرة الفريق.

العربي استحق... ولكن!

تحقيق العربي لوصافة بطولتي الدوري والكأس يُعد إنجازا حقيقيا، ومن إيجابيات الموسم المنقضي، خصوصا أنه عاد بعد فترة غياب طويلة عن منصات التتويج، لكن لابد من التأكيد أن ما تحقق ليس وليد اللحظة، بل نتيجة عمل طويل وشاق من بداية الموسم، على يد المدرب المصري عمرو الجيوشي، الذي أحدث تغييرا شاملا في مستوى ونتائج الفريق، مما ترتب عليه احتلاله المركز الثالث في ترتيب الدوري العام، قبل أن يتولى السلوفيني ماجيك قيادة الفريق لوصافة البطولتين، وهذه نتيجة طبيعية للمخزون الفني والبدني الذي حصل عليه اللاعبون طوال الموسم، لكن على إدارة الفريق ضخ دماء جديدة للفريق، والعمل وفق خطط طويلة الأمد، من أجل المحافظة على هذا الإنجاز.

برقان... أول ميدالية

يستحق برقان الإشادة، بعد حصوله على المركز الثالث في الدوري الممتاز، لأول مرة في تاريخه، وهذا يعكس تضافر جهود الجميع في منظومة عمل متكاملة وناجحة، بداية من إدارة النادي، التي وفَّرت كل الإمكانيات، ودعمت صفوف الفريق بلاعبين مميزين، مرورا بالجهاز الفني، بقيادة المدرب الجزائري محمد مسعودان، ومساعده خالد ملحم، اللذين عملا وفق خطة وبرامج مقننة، كما بذل اللاعبون مجهودا كبيرا، لكن على إدارة الفريق حاليا العمل على تكوين قاعدة من اللاعيبن الشباب، لدعم صفوف الفريق على المدى الطويل.

السالمية قادم

يعتبر حصول «السماوي» على المركز الثالث في الكأس والخامس بالدوري تراجعا لطموحات الفريق، لكنه في الوقت نفسه نتيجة طبيعية لمرحلة تجديد الدماء وإعادة الهيكلة التي يمر بها الفريق حالياً، بناء على خطة طويلة الأجل لبناء فريق المستقبل يعتمد على مجموعة من الشباب الصاعد، تحت قيادة فنية واعية من المدرب الوطني خالد الملا، وجهازه المعاون، وظهر ذلك جلياً خلال مباريات الموسم، بعدما قدم مجموعة من الشباب الواعد أوراق اعتمادهم ضمن الفريق الأول، وقريباً سيعود «السماوي» للمنافسة على المراكز الأولى، وبسواعد لاعبيه، دون الحاجة للصفقات المؤقتة.

كاظمة تراجع

يمثل تراجع كاظمة للمركز الرابع في الدوري الممتاز، وخروجه من ربع نهائي الكأس، علامة استفهام كبيرة على أداء الفريق، الذي بدأ موسمه بقوة وصفوف متكاملة وصفقات من العيار الثقيل وضعته في منافسة صريحة أمام الكويت، لكن هذا لم يتحقق، رغم الاستقرار الفني والإداري محليا، أو حتى خلال المشاركة في البطولة الآسيوية للأندية، وهذا يتحمله الجهاز الفني، ويحسب على الجهاز الفني، بقيادة الجزائري رابح غربي، إضافة إلى تذبذب مستوى معظم اللاعبين على فترات خلال الموسم.

لذلك على إدارة الفريق إعادة الحسابات مرة أخرى على مستوى الجهاز الفني، والعمل على إعداد مجموعة من الشباب الصاعد، لتعويض انتهاء عقود لاعبي القادسية الموجودين في الفريق بالموسم المنقضي، على أمل إعادة «البرتقالي» للمنافسة مرة أخرى.

فرق المنتصف

يعتبر ابتعاد فرق المنتصف عن المنافسة الحقيقية من أبرز سلبيات الموسم المنقضي، رغم ظهور بعض الفرق بمستويات مقبولة، كالقرين بطل الدرجة الأولى، والجهراء واليرموك والنصر رابع الكأس، لكن لا ترتقي إلى مستوى الطموح، وعلى جميع الفرق العمل بشكل جاد مستقبلا للدخول في معترك المنافسة.