قصة التاجر وذهاب ماء الوجه
درس التاجر مهم لمن أراد حفظ ماء وجهه، فلا تجعل نفسك ذليلة بيد أحد مهما كانت الأسباب، فالكرامة وعزة النفس كنزان لا يُشتريان بمال قارون، لذلك أبعد نفسك عن الهوان والذل، و«المعنى في بطن الشاعر»، كما يقولون.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
في اليوم التالي دخل هذا الوجيه على الشيخ مستأذناً إياه بالحديث قائلاً له: "لن تكون الأول ولن تكون الأخير، فإما أن ترضى أو تجد وسيلة لقتل قاتل ولدك"، هنا أطرق الشيخ رأسه وقد رضي بالصلح، بشرط أن يقبل التاجر على نفسه أن يعمل شحاذاً أربعين يوماً متواصلة في المدينة التي اشتهر بها وله ولابنه الأمان بعد ذلك.وافق التاجر على هذا العرض خوفاً على ولده وبدأ بتنفيذ ما ألزم نفسه به، فكان في اليوم الأول والثاني يغطي كل وجهه خوفاً من العار، وفي اليوم الثالث والرابع بدأ يخرج إحدى عينيه، وفي اليوم الخامس والسادس أخرج نصف وجهه، وما كاد ينقضي اليوم السابع إلا ووجه التاجر معروف لكل الناس.في اليوم الأربعين بعث الشيخ صك الأمان إلى التاجر كما وعد، لكنه في اليوم الحادي والأربعين مر على السوق الذي كان يشحذ فيه التاجر فوجده على حاله ماداً يديه يستجدي الناس، فوقف عنده يسأله عن سبب وقوفه رغم انقضاء المدة، فقال له لقد ذهب ماء وجهي منذ اليوم الذي قبلت به شرطك الذي طلبته مني.هذا الدرس لمن أراد حفظ ماء وجهه، فلا تجعل نفسك ذليلة بيد أحد مهما كانت الأسباب، فالكرامة وعزة النفس كنزان لا يُشتريان بمال قارون، لذلك أبعد نفسك عن الهوان والذل، و"المعنى في بطن الشاعر"، كما يقولون.ودمتم سالمين.