«وقف نار» بين إسرائيل والفلسطينيين يعيد الهدوء إلى غزة

• تل أبيب تتعهد مجدداً بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار
• نتنياهو: المعركة لم تنته ونستعد للمراحل المقبلة

نشر في 07-05-2019
آخر تحديث 07-05-2019 | 00:04
 دبابات إسرائيلية على الحدود مع غزة أمس (رويترز)
دبابات إسرائيلية على الحدود مع غزة أمس (رويترز)
عاد الهدوء النسبي إلى قطاع غزة بعد أن توصلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى وقف جديد لإطلاق النار بوساطة مصرية وأممية وجهود قطرية تحدثت عنها تل أبيب. وأكد الفلسطينيون أن إسرائيل تعهدت مجدداً بتنفيذ تعهداتها برفع الحصار عن القطاع، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن المعركة لم تنتهِ بعد.
سادت، أمس، حالة من الهدوء الحذر في قطاع غزة، بعد 3 ايام من المواجهات الدامية التي أدت الى مقتل 28 فلسطينيا بينهم 9 ينتمون إلى حركتَي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" منذ بدء التوتر يوم الجمعة الماضي.

وتوصّلت أطراف دولية مع بداية شهر رمضان المبارك، الى اتفاق لوقف النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بعد جولة التصعيد الدموي.

جهود مصرية وأممية

وأكدت "وكالة الأنباء والمعلومات" الفلسطينية الرسمية (وفا) أن "الجهود المصرية والأممية نجحت في التوصل إلى وقف للنار بين القوات الإسرائيلية والفصائل في قطاع غزة".

ونقلت الوكالة عن مصدر مصري قوله: "بجهود مصرية، تم التوصل إلى اتفاق لوقف النار ابتداء من الساعة الرابعة والنصف فجراً بتوقيت فلسطين".

من ناحيتها، أعلنت "هيئة البث الإسرائيلية" الحكومية، أن "مصر وقطر نجحتا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".

وكان بيان للأمم المتحدة أفاد بأن مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف "يعمل من قرب مع مصر وجميع الأطراف المعنية لإعادة الهدوء".

شروط وضمانات

وأكد مسؤول في "حركة الجهاد الإسلامي" أن "اتفاق وقف النار الجديد تم بشرط أن يكون متبادلاً ومتزامناً، وبشرط أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة".

من جانبه كشف عضو المكتب السياسي لـ "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" طلال أبو ظريفة في تصريح لـ "كونا" إن "وقف إطلاق النار المتبادل جاء بضمانات مصرية وأممية مقابل التزام إسرائيل بتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة ووقف استهداف الصيادين بعرض البحر إضافة إلى عدم استهداف المتظاهرين السلميين الذين يشاركون في (مسيرات العودة وكسر الحصار) على طول الحدود الشرقية للقطاع وفتح كافة المعابر".

رفع القيود

وفي أعقاب وقف النار، رفع الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من صباح امس، جميع القيود الوقائية في المناطق القريبة من الحدود مع قطاع غزة.

وأصدرت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل تعليمات لسكان الجنوب بالعودة إلى روتين حياتهم، وسمحت للمدارس ودور حضانة الأطفال في المنطقة بفتح أبوابها رغم أن البعض قرر استمرار الإغلاق.

وأعلن، أمس، وزير الطاقة الاسرائيلي، يوفال شتاينتز، استئناف إنتاج الغاز من حقل تمار البحري.

وكان شتاينتز جمد العمليات بحقل تمار، المصدر الرئيسي للغاز الطبيعي لإسرائيل، أمس الأول، والمنصة الإنتاجية لتمار قبالة الساحل الجنوبي لإسرائيل وفي نطاق صواريخ من قطاع غزة.

نتنياهو

من ناحيته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "معركة غزة لم تنته بعد، وهي تتطلب الصبر والرشد وأن نستعد للمراحل القادمة"، موضحا أن "الهدف كان ولا يزال ضمان توفير الهدوء والأمان لسكان الجنوب".

وأضاف نتنياهو: "ضربنا حماس والجهاد الإسلامي بقوة كبيرة خلال اليومين الأخيرين، ضربنا أكثر من 350 هدفا، واستهدفنا قادة الإرهاب وعناصره ودمرنا أبراج الإرهاب".

هنية

وكان رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" اسماعيل هنية قال امس الاول إنّ "العودة إلى حالة الهدوء أمر ممكن والمحافظة عليه مرهونة بتنفيذ تفاهمات التهدئة التي توسطت فيها مصر وبالتزام الاحتلال بوقف تام لإطلاق النار بشكل كامل". وأضاف أنه "من دون ذلك، ستكون الساحة مرشّحة للعديد من جولات المواجهة".

اشتية

من جهته، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ومنع إمكانية تجدده، وتوفير الحماية الدولية لأهالي القطاع.

وأضاف اشتية في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، أمس، أنه "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف صامتاً أمام جرائم الاحتلال بحق المدنيين، ولا يمكن لأحد أن يكون حيادياً أمام صور جثث الأطفال، ولا نقبل البيانات التي توازن بين المجرم والضحية" في اشارة على ما يبدو الى مواقف واشنطن.

ترامب وماكرون

وقبل ساعات من اعلان وقف النار، أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنّ إسرائيل تحظى بدعم واشنطن الكامل. وكتب على "تويتر": "مرّةً جديدة، تُواجه إسرائيل وابلاً من الهجمات الصاروخيّة القاتلة من جانب حركتَي حماس والجهاد الإسلامي الإرهابيّتين. نحن ندعم إسرائيل 100 في المئة في دفاعها عن مواطنيها".

وأضاف: "لشعب غزّة، هذه الأعمال الإرهابيّة ضدّ إسرائيل لن تجلب لكُم شيئاً سوى مزيد من البؤس، أنهوا العنف واعملوا من أجل السّلام، هذا يمكن أن يحدث!".

وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "فرنسا تدعم وساطة الأمم المتحدة ومصر"، مضيفاً: "أؤكّد مجدّداً حقّ إسرائيل في الأمن وشرعيّة تطلّعات الشعب الفلسطيني".

back to top