أيها المزوّرون: هل تباركون بالشهر الفضيل؟
تفاقمت قصص التزوير وحالاته وفنونه في البلاد بالسنوات الأخيرة، فكلما شرّعت مؤسسات الدولة دعماً مادياً جديداً لأي فئة تسابق المزورون للانضمام إلى نادي المدعومين للحصول على الفرص والمال والدعم بأي صورة كانت.فئة تزوّر الجنسية، وفئة تزوّر الشهادة العلمية للحصول على كوادر وبدلات، وفئة تزوّر للحصول على حيازة زراعية، وأخرى تسعى إلى دعم المعاقين، ومجموعة تبحث عن تفرغات رياضية، وجماعة تزوّر للحصول على تقاعد طبي، وهكذا لا نكاد نسمع عن جهة حكومية جديدة تقدم المال والدعم للمستحقين بشروط معينة إلا وظهر معها فئة تقاتل للحصول على هذا الدعم، ولو كان بالتزوير والحرام وأكل مال الدولة بالباطل. طالما تساءل الناس عن هذا المزوّر المفتري يا ترى هل يصوم مثل الصائمين؟ هذا المزوِّر الذي اشترى شهادته الجامعية أو الذي يأخذ دعم العمالة وهو نائم في بيته أو الذي تقاعد طبياً وهو معافى كالحصان، أو تحصل على دعم المعاقين وهو سليم صحيح، وغيرهم ممن انغمس في الزور، يا ترى هل يمتنعون فعلا عن الطعام والشراب سراً وجهراً؟
يا ترى إذا حان وقت الإفطار وأذّن المؤذن فماذا يقول هذا المزور؟ هل يقول "وعلى رزقك أفطرت"؟ فأي رزق هذا الذي أفطر عليه؟ هل هو رزق حلال أم رزق حرام حصل عليه بالغش والتدليس؟ يا ترى إذا ذهب المزوّر للقيام والتراويح، بماذا يؤمّن إذا قال الإمام في دعائه "اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك"؟ فهل يقول "آمين"، ويكذب على نفسه ويرائي الناس؟ إذا جاء وقت السحور وأكل المزوّر تمراته فهل يتذكر الحديث الشريف "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"؟ إننا ننصح كل من وقع في آفة التزوير أن يلاحقوا أنفسهم في الدنيا فيصححوا كل خطاياهم ويستغلوا الشهر الفضيل للتوبة والتحلل من آثامهم وإرجاع حقوق الدولة سريعاً، وثقوا بالله العظيم أيها المزورون أنكم مهما نجحتم في تزوير الأوراق والبيانات والمستندات طول حياتكم فثمة أمرين ستعجزون أبداً عن تزويرهما، تاريخ وفاتكم القريبة، وسجل أعمالكم الدنيوية، فأدركوا أعماركم وأنقذوا أنفسكم. والله الموفق.