بغداد تتعهد بحماية المصالح الأميركية
• بومبيو أبلغ العراقيين بتفاصيل تهديدات إيران ووعد بتمديد «الإعفاء»
أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بعد زيارة مفاجئة الى العراق ليل الثلاثاء - الأربعاء التقى خلالها رئيس الحكومة العراقية عادل عبدالمهدي والرئيس العراقي برهم صالح ومسؤولين عراقيين، أنّ بغداد تعهّدت بتوفير "الحماية المناسبة" لمصالح الولايات المتحدة.وألغى بومبيو زيارة إلى ألمانيا للتوجّه إلى بغداد التي تتمتّع بعلاقات وثيقة مع إيران، في زيارة هي الثانية له الى العاصمة العراقية منذ بداية العام. وقال للصحافيين إنّه قام بهذه الزيارة إلى العراق، لأنّ إيران "تصعّد نشاطها" على الرغم من رفضه مناقشة المعلومات الاستخبارية بالتفصيل.وأضاف: "أردنا أن نطلع المسؤولين العراقيين على سيل التهديدات المتزايد الذي رأيناه وإعطاءهم خلفية أكثر قليلاً حول ذلك، حتى يتمكّنوا من تأكيد أن يقوموا بكل ما بوسعهم لتأمين الحماية لفريقنا".
وقال إن الاجتماعات مع المسؤولين العراقيين تم التركيز فيها على "تعزيز صداقتنا وتسليط الضوء على حاجة العراق إلى حماية المنشآت الدبلوماسية وأفراد التحالف".وعبّر عن دعم بلاده للسيادة العراقية قائلا: "لا نريد تدخل أي طرف في بلادهم، وحتما ليس عن طريق مهاجمة دولة أخرى داخل العراق".وعندما سئل عن قرار نقل حاملة الطائرات والقاذفات إلى المنطقة قال بومبيو: "الرسالة التي بعثنا بها للإيرانيين، على ما آمل، تضعنا في موقف نستطيع فيه الردع، وسيفكر الإيرانيون مرتين في مسألة مهاجمة المصالح الأميركية". وأشار إلى أن معلومات المخابرات الأميركية كانت "محددة جدا" بشأن "هجمات وشيكة".وذكر أن الولايات المتحدة حثت العراق على التحرك بسرعة لإخضاع الفصائل المستقلة التي تقع تحت النفوذ الإيراني لسيطرة الحكومة المركزية، مشيرا إلى أن هذه الفصائل تجعل العراق "بلدا أقل استقرارا". من ناحيته، اشار بيان صادر عن رئاسة الحكومة العراقية الى أن عبدالمهدي أكد لبومبيو أن "الولايات المتحدة شريك استراتيجي مهم للعراق، والعراق مستمر بسياسته المتوازنة التي تبني جسور الصداقة والتعاون مع جميع الأصدقاء والجيران، ومنهم الجارة إيران"، وشدد على "رغبة العراق بتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة ومع بقية دول الجوار والأصدقاء في مختلف المجالات".ولفت عبدالمهدي الى أن "العراق يبني علاقاته بالجميع على أساس وضع مصالح العراق أولا، والعمل على تعميق المشتركات دون التوقف عند الاختلافات".ووفقا للبيان، فقد "أعرب بومبيو من جهته عن سعادته بجهود الحكومة العراقية والدور الذي تلعبه، ومساعيها في بسط الأمن وجذب الاستثمارات والخبرات الأجنبية، بما في ذلك العلاقات المميزة مع الولايات المتحدة، مشيداً بقرار مجلس الوزراء بدعم مساعي وزارة النفط للاتفاق مع شركة إكسون موبيل الأميركية حول مشروع الجنوب المتكامل، وأعرب الوزير بومبيو عن تفهمه لمواقف العراق من القضايا المطروحة".وكان رئيس الحكومة العراقية قال في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أمس الأول إنّ للعراق "التزاماً سيحترمه (...) ولا يقبل أي هجوم على أي شخص؛ سواء كان عراقياً أم أجنبياً، سواء كان سفارة أم شركة أم بعثة عسكرية".وشدّدت بغداد مراراً على أنّها تسعى إلى علاقات طيّبة مع طهران وواشنطن، خصوصا أنّ العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة العام الماضي على إيران قد تؤثّر سلباً على الاقتصاد العراقي.وكان العراق قد استحصل من واشنطن على استثناء من العقوبات التي طالت مؤسسات الطاقة والمال الإيرانية العام الماضي، مما أتاح لبغداد مواصلة استيراد الغاز والكهرباء من طهران.وفي هذا الإطار، نقلت تقارير صحافية أن بومبيو أبلغ المسؤولين العراقيين بإمكان منح العراق استثناء جديدا في ما يتعلق بالعقوبات على إيران".