السودان: «حوار بالكراسي» في اجتماع الأحزاب مع «العسكري»

نشر في 10-05-2019
آخر تحديث 10-05-2019 | 00:03
سوداني يرفع علماً كتب عليه «مدنية» خلال اعتصامه أمام مقر القيادة العامة في الخرطوم (أ ف ب)
سوداني يرفع علماً كتب عليه «مدنية» خلال اعتصامه أمام مقر القيادة العامة في الخرطوم (أ ف ب)
اشتبك عدد من أعضاء الأحزاب والقوى السياسية السودانية بالأيدي والكراسي، أمس الأول، خلال اجتماعهم مع المجلس العسكري الانتقالي الحاكم.

وأفاد شهود عيان بأن ممثلين عن أحزاب شاركوا في اجتماع دعا له "المجلس العسكري" في "قاعة الصداقة" بالعاصمة الخرطوم، لبحث رؤيتهم التي تقدموا بها للمجلس، شهدت عقب نهاية الاجتماع ملاسنات حادة وهرجا ومرجا، وصلت إلى مرحلة الضرب بالكراسي بين الحاضرين، عندما أشاد عضو المجلس العسكري ياسر العطا بتحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير"، الذي يقود الاحتجاجات، والذي قاطع الاجتماع، الأمر الذي أثار حفيظة أعضاء القوى السياسية المشاركة في النظام السابق.

وتداول ناشطون على نطاق واسع فيديو للعراك بين أعضاء الأحزاب والكيانات المحسوبة على نظام الرئيس المعزول عمر البشير، من "قوى الحوار الوطني"، التي كانت مشاركة في الحكومة السابقة.

ودعت اللجنة السياسية في "المجلس العسكري"، الثلاثاء، جميع ممثلي الأحزاب والكيانات المختلفة، والتحالفات والحركات والمنظمات المفوضين والأفراد الذين قدموا رؤاهم السياسية حول ترتيبات الفترة الانتقالية لاجتماع معهم، إلا أن "الحرية والتغيير" أعلنت أنها ترفض أي حوار مع "أذيال النظام السابق، وغير معنية بحوار المجلس العسكري بهؤلاء"، مشددة على أن الدستور الجديد للبلاد لن يصاغ إلا من خلال عملية دستورية يشارك فيها شعب السودان بكامله.

في غضون ذلك، جدد رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان "حرص المجلس على تحقيق انتقال سريع للسلطة بعد الفترة الانتقالية".

وشدد على التواصل مع القوى السياسية للانتقال السلس نحو الديمقراطية، كاشفا أنه ابلغ نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان حرص الجيش على أمن السودانيين وثورتهم.

وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان اورتاغوس، قالت في بيان إن سوليفان تحادث هاتفيا مع البرهان، ودعاه الى سرعة نقل السلطة للمدنيين، واحترام حقوق الإنسان، والسماح بالاحتجاج السلمي وحرية التعبير بما يتفق مع التزامات السودان في مجال حقوق الإنسان، وأعرب عن دعمه "تطلعات الشعب السوداني من أجل مستقبل حر وديمقراطي ومزدهر".

إلى ذلك، قال تيبور ناجي، كبير الدبلوماسيين الأميركيين في إفريقيا إن واشنطن على اتصال بجميع الأطراف في السودان، وأضاف خلال حوار استراتيجي هو الأول من نوعه مع كينيا، أن "سياستنا الأساسية هي أننا نريد دعم ما يريده الشعب السوداني".

بدورها، أشادت مونيكا جمعة، وزيرة الشؤون الخارجية الكينية بالمتظاهرين السودانيين "لتحليهم بالمسؤولية وحفاظهم على سلمية تحركهم وعلى صبرهم".

من جهة أخرى، التقى البرهان في القصر الجمهوري مبعوث الاتحاد الإفريقي للسودان محمد الحسن، الذي قال عقب اللقاء إن مهمته "قائمة على قرار مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، الداعي لأن يقوم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي بتشجيع الأطراف السياسية بالسودان، وعلى رأسها المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، للوصول إلى اتفاق جامع يؤسس لمرحلة انتقالية يتولى فيها المدنيون السلطة".

يشار إلى أن الاتحاد الإفريقي أمهل في أول مايو الجاري المجلس العسكري مهمة إضافية مدتها 60 يوما لتسليم السلطة للمدنيين، بعدما لم يف بمهمة سابقة مدتها 15 يوما.

من ناحيته، أكد مبعوث الأمم المتحدة لدعم جهود الاتحاد الافريقي بالسودان، نيكولاس هيثوم، بعد لقائه في الخرطوم الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الفريق الركن شمس الدين كباشي، دعم المنظمة الدولية لجهود الاتحاد لمساعدة السودانيين للتوصل إلى اتفاق سياسي.

على صعيد آخر، نفذ 3 آلاف من العمال المؤقتين في ميناء بورتسودان اعتصاما أمام مباني رئاسة هيئة المؤانئ البحرية.

وذكرت صحيفة "الجريدة" السودانية، أمس، أن العمال المعتصمين طالبوا بتنفيذ وعود الإدارة بتثبيتهم على بند الوظائف، وإصدار قرار رسمي من المدير الحالي للميناء بالإنابة، بدلا من القرار الذي تم إعلانه قبل أسبوع باسم الإدارة بتثبيت كل العمال المؤقتين بالهيئة.

back to top