الشيخ دعيج بن جابر الأول كان يقضي بين الناس في بعض النزاعات
تحدثنا في المقال الماضي عن جانب من جوانب سيرة الشيخ دعيج بن جابر (العيش) بن عبدالله بن صباح الأول، واليوم في مقالنا الحالي نتحدث عن جانب آخر من جوانب حياته. قبل حوالي عام، التقيت الشيخ الدكتور إبراهيم الدعيج الصباح وتحدثنا بإسهاب عن الشيخ دعيج بن جابر الأول (الجد الثاني للدكتور إبراهيم)، وإليكم بعض المعلومات التي أفادني بها:■ الشيخ دعيج بن جابر هو والد زوجة الشيخ مبارك الصباح، وهي الشيخة شيخة بنت دعيج والدة الشيخ جابر والشيخ سالم والشيخة حبابة.■ للشيخ دعيج بن جابر الأول ابنة اسمها الشيخة موزة تزوجها الشيخ حمود بن صباح الثاني (أخو الشيخ مبارك الصباح)، وأنجبت منه الشيخ سالم الحمود الصباح الذي توفي في مصح في حمّانا بلبنان بتاريخ 3 سبتمبر 1945م. وله أيضا ابنة أخرى هي والدة الشيخ علي الخليفة العبدالله الصباح (أحد فرسان الكويت الشجعان). أما الشيخ حمود الصباح فقد استشهد في حرب الصريف عام 1901م، واستشهد معه كذلك ابنه الشيخ صباح.
■ تزوج الشيخ إبراهيم بن دعيج بن جابر الأول من الشيخة عايشة بنت مبارك الصباح التي توفيت في نوفمبر عام 1950، ودفنت بجانب قبر الشيخ أحمد الجابر الصباح رحمهم الله جميعا. ■ كانت الشيخة عايشة المبارك (جدة الشيخ الدكتور إبراهيم الدعيج من جهة الأب) تقضي الربيع في منطقة الشعب البحري الحالية، التي كان يطلق عليها اسم الدعية إلى حين فترة التنظيم في الستينيات من القرن الماضي، وهو نفس موقع قصر الشيخ الدكتور إبراهيم وإخوانه الحالي، أي أن الشيخة عايشة المبارك، رحمها الله، قد تكون أول من سكن في منطقة الشعب. وأكد لي الشيخ إبراهيم الدعيج الصباح أن الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، خصص هذا الموقع في بداية الأربعينيات لتقيم به الشيخة عايشة المبارك في الربيع، ثم أصبح سكنا ثابتا بعد حادثة الهدامة الثانية عام 1954م، واستقر به المرحوم الشيخ دعيج الإبراهيم وعائلته بعد انتقالهم من بيت الشيخ مبارك الكبير داخل المدينة إثر تعرض البيت الكبير للهدم. ومن المسائل المرتبطة بحياة الشيخ دعيج بن جابر الأول أنه كان يقضي بين الناس وترفع إليه بعض الخلافات ويقرر بشأنها، وإليكم وثيقة تاريخية توضح هذا الدور الذي لعبه الشيخ دعيج. تقول الوثيقة المؤرخة في 12 جمادى الآخرة عام 1285هـ ما يلي:"الباعث لتحرير هذه الاحرف الشرعية هو انه لما توفي محمد ابن يوسف والحال انه مديون ورفع غرماه الامر في ذلك الى الشيخ ادعيج ابن جابر وامر ببيع البيت ليوفي به دينه وباعه الشيخ ادعيج ابن جابر على حامل هذا الكتاب اسليمان ابن بدر وهو ايضا قد اشترا منه البيت المحدود قبلتا الطريق النافذ وشمالا براحة الدولة وشرقا بيت اعيال عبدالعزيز المطوع وجنوبا السبخة بثمن قدره وعدده الف وسبعين قران سلم الثمن بتمامه وكماله المشتري المذكور بيد البايع المزبور فبموجب ما ذكر صار البيت المذكور لسليمان المذكور يتصرف فيه كيفما يشا ويختار حتى لا يخفى جرا في 12 جماد الثاني سنة 1285".وفي وثيقة أخرى كُتبت بتاريخ 21 جمادى الأولى سنة 1290هـ، تدخل الشيخ دعيج بن جابر الأول، وفصل في قضية نزاع على إرث سلمان الطيري المكون من حظور لصيد الأسماك وبيت وقف، فأبقى الشيخ دعيج بيت الوقف على حاله، وأنهى النزاع على حظور السمك بين المتخاصمين بشكل ودي، وختم على هذه الوثيقة بختمه وتوقيعه، وهي منشورة في كتابي "موسوعة الوثائق العدسانية الجزء الأول".