«بائع الجرائد»
![محمد العويصي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1556955806395198900/1556955806000/1280x960.jpg)
نظر الرجل إلى الدكتور واحتضنه، فتناول الدكتور الوسام وقلده للأستاذ، وقال للحضور: هؤلاء هم من يستحقون التكريم، والله ما ضعنا ولا تخلفنا ولا جهلنا إلا بعد إذلالنا لهم وإضاعة حقوقهم وعدم احترامهم وتقديرهم، بما يليق بمقامهم وبرسالتهم السامية، إنه الأستاذ خليل علي أستاذ اللغة العربية في الإعدادية المركزية ببغداد".قصة بائع الجرائد أثرت فيّ كثيراً وعيناي اغرورقتا بالدموع، وأنا أقرأ قصته مع تلميذه الوفي الدكتور ضياء كمال الدين، الذي لم ينس معلمه خليل الذي درسه في الإعدادية اللغة العربية، وهو صغير.لا أدري ما السر في عالمنا العربي والإسلامي في عدم الاهتمام بالمعلمين لدرجة أن المعلم بعد تقاعده يبحث عن وظيفة تساعده في تحسين دخله المادي؟! العجيب أن راتب المعلم في عالمنا العربي أقل بكثير من راتب القضاة والمستشارين والمهندسين في البترول وضباط الجيش والشرطة والحرس الوطني والإطفاء، علماً أن شهاداتهم كلهم جامعية، فلماذا التفرقة في الراتب بحيث يكون المعلم أقلهم راتباً؟ المفروض العكس صحيح، لأن المعلم هو الذي أخرج لنا كل المهن التي ذكرتها آنفا.يحضرني موقف من اليابان، حيث سُئل رئيس مجلس الوزراء الياباني عن سر تقدم اليابان وتطورها العلمي والتكنولوجي فقال: "أعطينا المعلم راتب وزير، وحصانة دبلوماسي سفير، ومكانة إمبراطور". للأسف المعلم في عالمنا العربي لا يحظى بمعاملة لائقة بعد تقاعده لا من جمعية المعلمين الكويتية ولا من المسؤولين في الدولة؛ لذا أرجو من أصحاب القرار في الدولة النظر في موضوع المعلمين المتقاعدين والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم ومعاملتهم على الأقل معاملة المعلم الياباني أو الألماني المتقاعد، فهل وصلت رسالتي لكم؟ آمل ذلك.