جــواز الســفـر
يقول أحدهم «التعليم جواز سفر المستقبل، لأن الغد ملك لأولئك الذين يعدّون له اليوم»، عبر مقالي هذا أطرح دعوة لترتيب أولوياتنا؟ إذ لم يعد هناك مبرر مقبول لتأخير صناعة هذا الجواز أو القبول بأن هناك من هو أكثر منه أولوية أو حساسية. فالكويت ومنذ افتتاح أولى مدارسها النظامية «المباركية «بدايات القرن الماضي على يد الشيخ «مبارك الصباح» 1911م ولاحقا «الأحمدية» 1921م على يد الشيخ أحمد الجابر الصباح، وهي مستمرة في إعطاء التعليم أهمية مضاعفة، واهتماماً خاصاً باعتباره حجر الأساس لتدعيم المستقبل وبناء ركائز النهضة، بل ليس خافيا أن الكويت أول البلدان بمنطقة الخليج التي أنشأت في عام 1936م ما يشبه الوزارة، وعرفت وقتها بـ»مجلس المعارف» للاعتناء بشؤون التعليم واستقطاب الكفاءات للتدريس بمدارسها. أقول ذلك متوقفاً أمام كلمة سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، في حفل تكريم المعلمين الذي جرى نهاية الشهر الماضي، إذ طلب سموه في كلمته الاهتمام بنوعية التعليم ومخرجاته، والحقيقة أن هذا الطلب تحديداً أثار انتباهي وبشدة، فالمطلع على التصنيفات العالمية بالنسبة إلى المجال التعليمي للدول المتقدمة يستطيع وبسهولة أن يدرك أن «مخرجات النظام التعليمي» أصبحت اليوم المعيار الحقيقي لقياس مستوى الجودة والتطوير الحاصل، وأنه تبعاً لهذه المخرجات تأخذ الدول ترتيبها في سلم التصنيفات العالمية.
وربما يفسر لنا ذلك معنى إصرار سموه الدائم على الاهتمام بهذا العنصر والتأكيد عليه، بل لفت نظر القائمين لوضعه في صلب عمليات التطوير والتحديث، وأذكر قبل أعوام مضت وفي 2012 تحديداً طلب سموه من الوفود المشاركة في المؤتمر الثامن لوزراء التربية والتعليم العرب «حدثوا وواكبوا العصر». واليوم وبعد مضي أكثر من سبع سنين نرى سموه بالتوهج نفسه والعطاء والأمل والإصرار والمتابعة، مجدداً الطلب، لافتاً لضرورة بذل مزيد من الجهد لصناعة جواز المرور عبر المسار التعليمي، للعبور به لرحاب المستقبل، وإلى ما هو أفضل بإذن الله تعالى. وأختم مقالي بعبارة من كتاب «أشخاص أكثر فاعلية» لستيفن كوفي يقول فيها «أن تدرك المسؤوليات الملقاة على عاتقك إذاً ستصل لهدفك».