طغى اللون الأحمر على المحصلة الأسبوعية لمؤشرات أسواق المال في دول مجلس التعاون الخليجي خلال تعاملات أسبوعها الأول من شهر رمضان المبارك، الذي انتهى بخسائر كبيرة لمعظم المؤشرات ولم يفلت منها سوى أصغرها وهو مؤشر سوق البحرين الذي ربح عُشر نقطة مئوية، بينما كان أكبرها خسارة مؤشر "تاسي" السعودي أكبر أسواق الشرق الأوسط بنسبة تجاوزت 5 في المئة بعشر نقطة مئوية.

كذلك تراجع مؤشر سوق قطر بنسبة كبيرة كانت 4.3 في المئة وسجل مؤشرا سوقي الإمارات خسائر واضحة إذ فقد مؤشر أبوظبي نسبة 3.6 في المئة وتراجع مؤشر دبي بنسبة 3.1 في المئة تلاهما مؤشر سوق سلطنة عمان فاقداً نسبة 2.6 في المئة واستقر مؤشر بورصة الكويت على خسارة أقل بحوالي نقطة مئوية.

Ad

أجواء جيوسياسية

وعاشت مؤشرات أسواق المال الخليجية أسبوعاً صعباً وهو أسبوعها الأول في رمضان، وبدأ بالضغوطات على أسعار النفط وبرغبة أميركية ملحة وتصريحات واضحة للدفع بخفض الأسعار بعد بدء سريان عقوبات كاملة على تصدير النفط الإيراني مما يعنى انخفاضاً في المعروض، من شأنه تحريك أسواق أسعار النفط للأعلى.

تبع تلك التصريحات إعلان الرئيس دونالد ترامب زيادة الضرائب على بعض السلع الصينية لتبلغ 250 مليار دولار بدلاً من 200 مليار دولار، مما شكل ضغطاً مضاعفاً على الأسواق المالية والسلع عدا الذهب، فالتصريحات أعادت الحرب التجارية بين عملاقي الاقتصاد العالمي إلى المربع الأول بعد أن تحسنت التقديرات بتجاوزها وزادت تقديرات نمو الاقتصاد العالمي في بداية هذا العام.

أضف إلى ذلك تحرك البوارج الأميركية الى منطقة الخليج وتصريحات إيرانية من جهة أخرى خلقت أجواء جيوسياسية اقتصادية مختلطة غير مريحة، وبين هذا وذاك كانت هناك حاجة لتصحيح معظم الأسواق الخليجية خصوصاً من زادت مكاسبها عن 10 في المئة خلال هذا العام، وفي مقدمتها مؤشر "تاسي" الرئيسي في سوق الأسهم السعودية.

بالتالي شكلت 55 شركة، تراجعت أرباحها، ضغطاً واضحاً على المؤشر لينخفض بشدة وبنسبة 5.1 في المئة وهي أكبر خسائره خلال هذا العام ويتخلى عن أهم نقاطه النفسية مستوى 9 آلاف نقطة ويقفل على مستوى 8856.94 نقطة حاذفاً 479.96 نقطة مبقياً على نسبة 13.7 في المئة فقط من مكاسب هذا العام، التي قاربت 20 في المئة في منتصف الشهر الماضي وماحياً جميع مكاسب شهر أبريل الماضي.

ووسط ضبابية العوامل الجيوسياسية والاقتصادية فتارة تصريح سياسي من هذا الجانب وعنوان عريض في إحدى الوسائل الإعلامية وانخفاض أسعار النفط وضغط على الأسواق المالية العالمية عاد مؤشر سوق قطر ومحا جميع مكاسب هذا العام والتي ربحها خلال شهر أبريل ودخل المنطقة الحمراء بعد خسارة كبيرة بلغت 4.3 في المئة كانت كافية لعودته للمربع الأحمر مرة أخرى إذ فقد 453.35 نقطة ليقفل على مستوى 10027.17 نقطة ليحتفظ بالكاد بمستوى 10 آلاف نقطة، ومنتظراً أسبوعاً جديداً قد يكون أفضل من أسوأ أسابيع هذا العام على معظم مؤشرات أسواق المال الخليجية.

خسائر في الإمارات

ولم يكن الأمر جيداً في سوقي المال في الإمارات العربية المتحدة وسجلا خسائر كبيرة كذلك وسارت جلسات الأسبوع الخمس باللون الأحمر ومنذ بدايته وحتى النهاية وكانت الخسارة الأكبر لمؤشر سوق أبوظبي بنسبة 3.6 في المئة ليقترب جداً من حاجز 5 آلاف نقطة بعد أن حذف 190 نقطة تقريباً ويكتفي بالاحتفاظ بمستوى

5052.8 نقطة ويبقي فقط على نسبة 4.2 في المئة من مكاسب هذا العام المبكرة بانتظار تحسن أفضل للأسواق المالية العالمية ومؤشرات الأسواق الناشئة التي مازالت تحتفظ بنسبة 8.8 في المئة من مكاسب هذا العام لكنها مدعومة بنمو أسواق الصين لا الأسواق شرق الأوسطية.

وخسر كذلك مؤشر سوق دبي نسبة 3.1 في المئة وتقلصت مكاسب هذا العام إلى حدود 7 في المئة وفقد مؤشر الإمارة والتي هي على موعد حدث كبير خلال العام القادم 85.9 نقطة ليتراجع إلى مستويات 2672.61 نقطة.

وبعد تماسك خلال الأسابيع الأخيرة في مؤشر سوق سلطنة عمان واقترابه من اختراق مستوى 4 آلاف نقطة عاد وخسر أحلامه مجدداً في استعادة المستوى الألفي النفسي المهم وفقد خلال الأسبوع الماضي نسبة كبيرة بلغت 2.6 في المئة تتجاوز 100 نقطة بنقطة ونصف النقطة ليتقهقر إلى مستوى 3863.28 نقطة.

الكويت عكس التيار

سجلت مؤشرات بورصة الكويت أداء مغايراً خلال أسبوعها الماضي عما اكتسح مؤشرات المال في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى الرغم من الخسارة فإن أداءها جاء معاكساً لبقية المؤشرات الخليجية معظم جلسات الأسبوع، وكان تحول ودخول للسيولة مفاجئاً خلال ثاني جلسات شهر رمضان، وانتهى الأسبوع بخسارة محدودة لمؤشرات البورصة الرئيسية إذ خسر المؤشر العام نسبة 0.9 في المئة تعادل حوالى 50 نقطة ليقفل على مستوى 5803.2 نقطة وخسر مؤشر السوق الأول نسبة 1 في المئة هي 62.28 نقطة ليقفل على مستوى 6303.15 نقطة وتراجعت خسارة المؤشر الرئيسي إلى نصف نقطة مئوية فقط هي 24.66 نقطة ليقفل على مستوى 4831.2 نقطة.