أرسلت الولايات المتحدة سفينة هجومية برمائية وبطاريات صواريخ "باتريوت" إلى الشرق الأوسط لتعزيز قدرات حاملة طائرات وقاذفات من طراز "بي52" أُرسلت سابقا إلى منطقة الخليج، مما يفاقم الضغوط على إيران.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الأول، أن السفينة الحربية "يو إس إس ارلينغتون" التي تضم على متنها قوات من المارينز وعربات برمائية ومعدات ومروحيات، إلى جانب منظومة باتريوت للدفاع الجوّي في طريقها إلى الشرق الأوسط.

Ad

وتم إرسال حاملة الطائرات ووحدة قاذفات "بي52" إلى الخليج في وقت أكدت واشنطن تلقيها تقارير استخباراتية تشير إلى أن إيران تخطط لتنفيذ هجوم من نوع ما في المنطقة.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) المشرفة على القوات الأميركية في الشرق الأوسط وأفغانستان، على "تويتر"، الخميس، أن قاذفات "بي52" وصلت إلى منطقة العمليات بتاريخ 8 مايو، دون أن تحدد المكان الذي هبطت فيه، في حين قالت تقارير إنها وصلت الى قاعدة العديد في قطر.

وقال بيان صادر عن وزير الدفاع بالإنابة باتريك شاناهان، إنه وافق على إرسال البارجة "آرلنغتون" وبطاريات باتريوت إلى القيادة المركزية بالشرق الأوسط (سنتكوم)، للانضمام إلى حاملة الطائرات "يو إبراهام لينكولن" والقاذفات بالشرق الأوسط، وذلك رداً على التهديد الإيراني المتنامي بشأن شن عمليات عدائية ضد القوات الأميركية ومصالحها.

وأضاف البيان أن وزارة الدفاع تراقب عن كثب أنشطة النظام الإيراني وقواته المسلحة ووكلائه، مشيراً إلى أنه لن يتم تحديد أماكن تمركز القوات للدواعي الأمنية.

وكان وزير الدفاع الاميركي السابق جيمس ماتيس قد سحب في سبتمبر الماضي منظومات باتريوت من الكويت والأردن والبحرين، ولم توضح الوزارة إذا كانت هذه المنظومات ستعاد الى إحدى هذه الدول خلال التحرك الأخير.

وقال البيان إن الولايات المتحدة لا تبغي حربا مع إيران، إلا "أننا على استعداد وجاهزية للدفاع عن القوات والمصالح الأميركية في المنطقة"، في وقت أكد مسؤول في "البنتاغون" أن الخطر الإيراني "لا يزال حقيقيا وموثوقا، ونحن نأخذه بصورة جدية".

وكانت الإدارة الأميركية للملاحة البحرية قالت، في وقت سابق، إن إيران قد تستهدف سفنا تجارية أميركية، بما يشمل ناقلات نفط، أثناء إبحارها عبر الممرات المائية في منطقة الشرق الأوسط في إطار التهديدات التي تمثلها طهران لمصالح الولايات المتحدة.

وقالت الإدارة الأميركية للملاحة البحرية إنها تحث السفن التي ترفع العلم الأميركي على التواصل مع الأسطول الخامس في البحرين، الذي يتولى حماية السفن التجارية في المنطقة، قبل يومين على الأقل من الإبحار عبر مضيق هرمز.

هاتف ترامب

وفي ظل تنامي التوترات، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس إنه منفتح على إجراء محادثات مع القيادة الإيرانية. وقال للصحافيين في البيت الأبيض "ما أرغب بأن أراه من إيران هو أن يتصلوا بي". وأضاف: "لا نريدهم أن يمتلكوا أسلحة نووية... لا نطلب الكثير".

وكشفت شبكة "سي إن إن" أن واشنطن مررت رقم هاتف إلى سويسرا لتسليمه إلى إيران، كي تتصل بترامب. ونقلت "سي إن إن" عن مصدر دبلوماسي "مطلع على هذه الخطوة" تأكيده، أنه بعد أن دعا ترامب المسؤولين الإيرانيين إلى الاتصال به، اتصل البيت الأبيض بالسويسريين يوم الخميس لتمرير رقم هاتف يمكن للإيرانيين الاتصال من خلاله بالرئيس.

وأضاف المصدر أن السويسريين على الأرجح لن يسلموا الرقم ما لم يطلب الإيرانيون ذلك بأنفسهم، و"يعتقد أنه من غير المرجح أن يفعلوا ذلك".

ولا توجد بين إيران وأميركا أي علاقة دبلوماسية رسمية، في حين تمثّل سويسرا مصالح الولايات المتحدة في إيران.

وفي طهران، واصل المسؤولون المدنيون والعسكريون الالتزام بسياسة ضبط النفس وفق التعميمات. ولم يصدر أي تصريح يتضمن تهديدات عسكرية كتلك التي اعتاد المسؤولون الايرانيون إطلاقها في كل اتجاه. ولم يخرق هذا الهدوء سوى ما ورد في خطبة الجمعة لرجل الدين الشيعي البارز، آية الله يوسف طبطبائي نجاد، الذي قال في مدينة أصفهان في وسط البلاد "أسطولهم ذو المليار (دولار) يمكن تدميره بصاروخ واحد".

وخرجت أمس الأول مسيرات في المدن الإيرانية تأييدا لبيان المجلس الأعلى للأمن القومي بالانسحاب جزئياً من الاتفاق النووي، بينما رفض مساعد القائد العام للحرس الثوري للشؤون السياسية العميد يدالله جواني، التفاوض مع أميركا قائلا إن "الشعب الإيراني يعتبر أميركا غير جديرة بالثقة"، ومؤكدا أن "الأميركيين لن يتجرأوا على القيام بتحرك عسكري ضد ايران".

وفي الوقت نفسه، واصلت طهران ضغوطها على الأوروبيين الذين رفضوا مهلة الـ 60 يوما التي حددها لهم الرئيس الإيراني حسن روحاني لحماية طهران من تأثير العقوبات الأميركية، خصوصا على قطاعي الطاقة والمصارف. وأكد المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي كيوان خسروي، أن قرار ايران بالانسحاب من بعض الالتزامات في الاتفاق النووي سيتابع تدريجياً ومن دون انقطاع.

الى ذلك، عقد ممثلون عن "حركة النجباء" العراقية الشيعية المتشددة مع جماعة "أنصار الله" الحوثية اليمنية لدراسة "تطورات الأوضاع والتهديدات الأميركية لإيران".

وأفاد مكتب الإعلام والعلاقات لـ "حركة النجباء" في طهران، أن ممثل حركة "انصار الله" في العراق زار مكتب المجلس السياسي لـ "المقاومة الإسلامية - حركة النجباء" والتقى رئيس المجلس الشیخ علي الأسدي.