خاص

القرني لـ الجريدة•: نجاح التطوير بإشراك المعلمين

«نهضة الميدان في سلم أولوياتنا... وبصدد وضع منصة تدريب إلكترونية»

نشر في 12-05-2019
آخر تحديث 12-05-2019 | 00:05
أكد المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج د. علي القرني، أن إشراك المعلمين في خطط تطوير التعليم الفيصل في نجاحها لتحسين مستوى التعليم في أي بلد، لافتا إلى أن دول الخليج حققت قفزات في مجال التعليم بدليل وجود أبنائها ومشاركتهم في النهضة الكبيرة الحاصلة خليجياً.
وقال د. القرني في لقاء مع «الجريدة»، إن مكتب التربية العربي يساهم في تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء، إضافة إلى عمليات التدريب، منوها إلى أنه بصدد إنشاء منصة إلكترونية للتدريب تساهم في تخفيف الأعباء، وإيصال التدريب إلى كل المعلمين في دول الخليج.
وذكر أن مشاركة دول الخليج في الاختبارات الدولية، التي تعد شجاعة منها، الحكم على مدى نجاح المنظومة التربوية، ورغم النتائج المتواضعة فإنها في تحسن مستمر، لافتاً إلى أن التعليم الإلكتروني يمكن أن يساهم في تحسين المخرجات، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

• بداية متى أنشئ مكتب التربية العربي لدول الخليج؟ وما أهدافه؟

- أنشئ المكتب عام 1975، حيث اجتمع وزراء التربية والتعليم في مدينة الرياض، وقرروا ضرورة وجود كيان يجمعهم، ويتيح الاستفادة من تراكم الخبرات والمعارف والتنسيق، وهذا الأمر دفع نحو ايجاد كيان يتم من خلاله تبادل الخبرات والمعلومات التي من شأنها أن تسهم في تطوير التعليم، والنظام التأسيسي لمكتب التربية العربي يهدف إلى التنسيق بين وزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء، وليس الهدف بأن يقوم المكتب بدور هذه الوزارات، لأن دورها كبير جدا، ولكن المكتب في منظومة دول الخليج يشبه منظومة «اليونسكو» العالمية في التنسيق بين الدول في مجال التربية والتعليم، وتنفيذ بعض البرامج المشتركة، التي يكون يقلل تنفيذها بشكل مشترك من حجم الجهد المبذول والتكاليف، وقد حددت هذه الأهداف في نظامه الأساسي.

والمكتب يأتي انسجاما مع أهداف مجلس التعاون الخليجي.

علينا السعي لتحقيق تطلعات قادتنا

أكد مدير مكتب التربية العربي أنه يجب أن نحاول أن نرقى إلى مستوى تطلعات قادتنا، الذين وضعوا التعليم في قائمة الأولويات، والدليل على هذا أن اكثر الدول لديها نسبة عالية في الإنفاق على التعليم.

• ما دور الكويت في نشأة المكتب؟

- كانت الكويت من الدول الرائدة في مجال العمل التعاوني الخليجي، وحرصت بعد أن تم الاتفاق على أن يكون مقر المكتب في الرياض، بأن يكون لها دور في استضافة جهاز من أجهزة المركز، وهو إنشاء المركز العربي للبحوث التربوية في الكويت، كما تم انشاء المركز العربي للتدريب في الدوحة، وبعد ذلك أنشئ مركز اللغة العربية في الشارقة، كما أن المكتب يعد المؤسس لجامعة الخليج، التي هي المؤسسة التعليمية الوحيدة المشتركة بين دول الخليج.

• ما رأيك في المناهج المطبقة في دول الخليج؟

- عندما أنشئ المكتب في السبعينيات كانت وزارات التربية والتعليم في ذلك الوقت بحاجة إلى من يدعمها في صناعة المناهج، لقلة الكوادر المختصة، لذلك أول مشروع واضح قام به «التربية العربي» كان تأليف مقررات دراسية موحدة في مجال العلوم والرياضيات، وقد قررت هذه الكتب، وتم تأليفها من قبل مكتب التربية العربي لدول الخليج، ودُرست في الكثير من الدول حتى فترة قريبة جدا، إلى أن تغير الوضع واصبح لكل وزارة خبرات قادرة على تأليف مناهج خاصة بها، إضافة إلى بروز تحديات حديثة توجب تحديث المناهج، وبالتالي أصبحت كل وزارة تقوم بتأليف مناهجها بشكل مستقل.

توحيد المناهج

• لماذا لا تكون المناهج موحدة على مستوى دول مجلس التعاون؟

- توحيد المقررات الدراسية ليس مطلبا، وليس شائعا في جميع دول العالم، فلو أخذنا دولة مثل الولايات المتحدة الأميركية، على سبيل المثال، لوجدنا أن ولايات تعطى قائمة بالكتب الموجودة وهي تختار، لذلك تجد حتى في الولاية الواحدة هناك اختلاف بين المدارس في المقررات التي تدرس فيها، لكن الاتفاق يكون على الأطر العامة، والسياسات العامة هي الأمر المطلوب، ولذلك أنجز المكتب برنامجا لتوحيد السياسات والكفايات والأهداف التربوية في التعليم، وعندما تتفحص سياسات التعليم في دول الخليج تجدها متشابة جدا.

وأعتقد أن كل دولة لها رؤية خاصة بها، وليس هناك هدف محدد بأن يقوم المكتب بتأليف المناهج في الوقت الحالي.

• ما رأيك في واقع التعليم في دول المجلس؟

- حقيقة الرضا التام عن التعليم أمر غير صحيح، وإن حصل فهذا يعني وجود مشكلة، فلا يمكن بأي حال من الأحوال الوصول إلى مرحلة الرضا التام عن التعليم، لأنه بحاجة دائمة إلى تطوير وتحسين ومواكبة المستجدات، وهنا أود أن أؤكد أن وضع التعليم الان في دول الخليج، مع انه تطور تطورا ملحوظا مقارنة ببعض الدول العربية، قفز قفزات مهمة جدا، والدليل وجود أبناء الخليج المشاركين بكفاءة عالية في التنمية، وأنا مؤمن بأن المعيار الوحيد الموجود الآن، ويمكن أن نحتكم إليه في مدى تطور التعليم في دول الخليج هو الاختبارات الدولية، التي تشارك فيها دول الخليج، ومشاركتها فيها تعد شجاعة، لكونها تأتي في ترتيب منخفض نوعا ما في سبيل الاستفادة من التجربة وتحليل النتائج.

التعليم الإلكتروني

• ما رأيك في التعليم الالكتروني؟ وهل يمكن الاستفادة من التكنولوجيا في خدمة التعليم؟

- لا يمكن ألا نعيش في خضم التكنولوجيا ولا يمكن أن ننكر أن التقنية اصبحت مهيمنة على حياة الناس وتفكيرهم كبارا وصغارا، ومن نظرة سريعة ستجد أن الأطفال والشباب في عمر الدراسة أكثر قدرة على التعامل مع التقنية الحديثة، واكثر تأثرا فيها، لذلك لابد أن تسخر هذه التقنيات الحديثة والتكنولوجيا في التعليم، ولابد أن تتم الاستفادة منها جيداً لإيصال التعليم بشكل أكثر فعالية، لكن يجب ألا يكون ذلك بشكل غير مقنن، وإلا فسنفقد التعليم التقليدي والالكتروني.

إن ملء الفصول بالسبورات الذكية والأجهزة لا يعني وجود تعلم الكتروني حقيقي، إنما الصحيح في ايجاد المعلم المبدع الذي يستطيع استخدام التقنية وتسخيرها في إيصال المعلومة للطالب.

• ما جهود مكتب التربية العربي في مسألة التبادل الثقافي والمعرفي بين الدول الأعضاء؟

- التبادل الثقافي والمعرفي وتبادل الخبرات يدل على الجهود الكبيرة، وهذا الأمر في الأصل يقع على عاتق وزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء، ونحن في المكتب نساهم في عملية التنسيق ونقل الأفكار من دولة إلى أخرى، وهناك تعاون بين دول الخليج في هذه المجالات، ولكن على مستوى المكتب جهودنا في هذا المجال مقننة ومحدودة.

• هل لكم دور في تدريب المعلمين؟

- يعمل في سلك التعليم بدول الخليج ما يقارب المليون معلم، وهذا عدد كبير جدا، وبالتالي لا يمكن للمكتب بإمكاناته أن يقوم بجهد كبير في موضوع تدريبهم، ولوجود خطط تدريبية لدى وزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء، ولكن هناك بعض الجهود تتبع المكتب مثل المركز العربي للتدريب التربوي في الدوحة، وهناك مركز البحوث التربوية في الكويت، ومركز اللغة العربية في الشارقة، وبالتالي توجد جهود للمكتب في مجال التدريب وزيادة ثقافة المعلمين، والتدريب الان في اعلى أولويات المكتب لكونه العنصر الأهم، وإذا أرادت وزارات التعليم في الخليج أن تطور التعليم فيجب الاهتمام بتدريب المعلمين.

والوزارات حقيقة تقوم بجهود في عمليات التدريب لعشرات الالاف من المعلمين.

• هل هناك مشاريع مستقبلية للمكتب؟

- يعمل مكتب التربية العربي على تنفيذ مشروع حديث للتدريب من خلال منصة الكترونية تتيح ايصال التدريب للمعلمين في أماكنهم، والاوقات التي تناسبهم، وهو الأفضل مع كثرة الاعداد الحالية، ونحن بصدد انشاء منصة للتدريب، حيث ستتم ارشفة الكثير من البرامج التدريبة، التي ستتاح للمعلم ليتعلم منها، وأن يخضع للتقييم ويحصل على شهادة تدريب، وكل هذا الامر الكترونيا دون تحمل عناء الذهاب إلى أي مكان.

• هل يمكن الاستفادة من معلمين خليجيين حققوا انجازات وجوائز خليجية وعالمية في تحقيق التدريب لزملائهم؟

- هناك إمكانات وابداعات لدى العديد من المعلمين في الدول الأعضاء، ويفترض ألا تبقى هذه التجارب المميزة حبيسة لدى الشخص نفسه، بل يتم تعميمها على المعلمين الآخرين متى أثبتت نجاحها، واعتقد أننا لو حصرنا قصص النجاح والمبادرات الناجحة في مدارسنا لوجدنا كما كبيرا من المعلمين الناجحين، ولو حصرناها وعممناها على بقية المعلمين فإنها ستغنينا عن أي تدريب آخر، لابد من الاستفادة من المعلمين المتميزين، وهذا مبدأ مهم جدا سيعمل على تعزيز روح المنافسة البناءة بين المعلمين، ولدينا محاولات في اجتذاب المعلمين والمعلمات الذين فازوا بجوائز، ونحاول ان ننظم لهم زيارات لبعض دول الخليج لتبادل الخبرات.

• ما رأيك في منهج الكفايات؟

- الكفايات تعد توجهات لتطوير التعليم أو مسارات، فالبعض يتحدث عن المعايير، والبعض عن الكفايات أو الأهداف، وهي في النهاية ما يحصل داخل الفصل من قبل المعلم، الذي هو الفيصل والأهم، ولا يهم أي طريقة تتبعها، سواء المعايير أو الكفايات، لكن لن يتم تحقيق التطوير إلا بإشراك المعلمين، فهم الاكثر دراية بالفصول وامكانات الطالب، واعتقد أن التحيز إلى طريقة تعليمية على حساب اخرى والتعصب لها أمر غير جائز.

الكويت رائدة في العمل التعاوني الخليجي

قال د. علي القرني: نستذكر الدور الكبير لدولة الكويت في العمل التعاوني المشترك لدول الخليج، وفي انشاء مكتب التربية العربي، وفي انشاء مركز البحوث التربوية، وكذلك انشاء جامعة الخليج العربي، وهي من الدول الرائدة في التعاون الخليجي المشترك وحريصة عليه حتى الآن.

وأكد د. علي أنه يجب أن يشارك المجتمع من أسرة ووسائل إعلام وبرامج ومناسبات في التعليم، لترسيخ الثقافات الرامية إلى رفع مكانته في نفوس النشء.

غير جائز التحيز إلى طريقة تعليمية على حساب أخرى والمعلم هو الفيصل

«مكتب التربية العربي» أنشئ عام 1975 للتنسيق بين وزارات التربية والتعليم

نسعى إلى الاستفادة من معلمين خليجيين متميزين حققوا إنجازات
back to top