العدساني... وحسابات استجواباته الخاسرة!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
بالتأكيد إن تقديم مثل تلك الاستجوابات، التي تليها طلبات طرح ثقة محسومة النتيجة مسبقاً، يسحب ما تبقى من قيمة وهيبة لأدوات المساءلة السياسية الدستورية، ويرسخ لدى منظومة المصالح والفساد ثقتها بأنها ممسكة بشؤون البلد وتدير دفتها كما تريد، كما أنه يضيع الجلسات في مساءلات عبثية هي في مصلحة الطرف الذي يلعب في الساحة، ويحدد أجندة ما يريد أن ينجز، وما لا يريده أن يطرح، ويبحث ويبت فيه من قبل البرلمان، الذي رغم صوريته وضعفه فإنه مازال سلطة تسيير شؤون البلد وبيدها آلية التشريع فيه.أنا أربأ بالنائب العدساني وزملائه أن يكونوا يشاركون في المشهد البرلماني بهذه الممارسات ليقنعوا الكويتيين بأن هناك برلماناً فاعلاً وهناك معارضة، بينما يعلمون نتائج تلك الممارسات مسبقاً، أما إذا كانت تلك المساءلات غير المجدية تهدف إلى كشف مواقف نواب المجلس أمام الشعب فإن الناخبين يعلمون سريرة ومواقف كل ناخب، ومن منهم المتخاذل وصاحب المصالح الشخصية، لكن طبيعة المجتمع والآفات التي أصيبت بها العملية الانتخابية في الكويت وقلة الوعي تدفع غالبية الناخبين لمعاودة خياراتهم الخاطئة في كل موسم انتخابي.في هذه الظروف السلبية بالحياة البرلمانية لو أن مستجوبي الوزير الجبري شكلوا لجنة تحقيق برلماني في المخالفات المتعلقة بالقسائم الزراعية والجواخير، وأحالوا نتائج التحقيق إلى النيابة العامة، أو تبرع أحد النواب بتقديم بلاغ إلى هيئة مكافحة الفساد بتلك المخالفات، لكانت أجدى من هذا الاستجواب الذي جدد للحكومة والوزير الثقة، وأعطاهم "كرت بلانش" ليواصلوا ما يريدون فعله، لذا نرجو من النائب رياض العدساني ألا يعيد نفس حساباته الخاسرة في الاستجوابات، ويعرف طبيعة البرلمان الذي يشارك فيه، وموازين القوى التي تتحكم فيه!