«الحرس الثوري»: لن نبدأ الحرب... وتحركات واشنطن نفسية

● حاجي زادة: سنضرب الأميركيين على رؤوسهم
● روحاني: الأزمة الحالية أخطر من حرب العراق

نشر في 13-05-2019
آخر تحديث 13-05-2019 | 00:04
إيرانيون ينهالون بالضرب على دمية تمثل ترامب في طهران (ارنا)
إيرانيون ينهالون بالضرب على دمية تمثل ترامب في طهران (ارنا)
غداة تحذير الرئيس الإيراني حسن روحاني من أن الأزمة الحالية التي تواجهها إيران أخطر من الحرب مع العراق، قلل الحرس الثوري من أهمية التحركات العسكرية الأميركية الأخيرة، معتبراً أنها مجرد حرب نفسية.
قلل القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، أمس، خلال شهادة أمام مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) من أهمية التحركات العسكرية الأميركية الأخيرة المتمثلة بإرسال واشنطن حاملة الطائرات «ابراهام لينكولن»، وقاذفات «بي52» الاستراتيجية، وبارجة «ارلنغتون»، وأنظمة «باتريوت» إلى منطقة الخليج لمواجهة تهديدات إيرانية جدية باستهداف عسكريين أميركيين أو مصالح أميركية في المنطقة.

وقال بهروز نعمتي المتحدث باسم رئاسة البرلمان: «بالنظر إلى الوضع القائم في المنطقة، قدم القائد سلامي تحليلا يفيد بأن الأميركيين بدأوا حربا نفسية لأن ذهاب وإياب جيشهم مسألة طبيعية».

وفي الوقت نفسه، أكّد سلامي أن «قدرتنا الدفاعية كافية وحاملات الطائرات ليست محصنة، وواشنطن​ لن تتحمل هكذا مخاطرة».

من ناحيته، قال النائب محمد جواد ابطحي، إن النواب قدموا الدعم للحرس الثوري خلال الجلسة المغلقة التي عقدت في البرلمان امس.

وأضاف:» اللواء سلامي أكد أن إيران لن تكون البادئة لأي حرب أبداً»، وذكر: «خلافاً للأميركيين الذين يخشون الحرب نحن اهل للحرب ولا نخشاها، لكن ليعملوا أنه إذا بدأت أي حرب فإن مصالحهم ستتعرض للخطر، ولن يكونوا هم من يختتمها».

بدوره، قال النائب محمد علي بورمختار، إن «اللواء سلامي اكد ان ارسال حاملة الطائرات من قبل اميركا للمنطقة ليس سوى حرب نفسية تسعى اميركا من ورائها لتخويف الشعب وبعض المسؤولين العسكريين من وقوع الحرب».

حاجي زادة

أما قائد القوة الجوية في الحرس الثوري، أمير علي حاجي، فقد استعاد تصريحاً له قبل 5 اشهر وكرره أمس خلال جلسة البرلمان. وقال حاجي زادة، إن «الوجود العسكري الأميركي في الخليج كان دوماً تهديداً خطيراً، والآن أصبح فرصة».

وأضاف «حاملة طائرات تسع ما بين 40 و50 طائرة على الأقل وقوات قوامها نحو ستة آلاف جندي على متنها كانت في السابق تشكل تهديدا خطيرا لنا، لكن الآن تحولت التهديدات إلى فرص».

وذكر: «إذا أقدم الأميركيون على خطوة فسنضربهم في الرأس».

وكانت وكالة «فارس» المقربة من الحرس الثوري نشرت، أمس الأول، شريط فيديو لحاجي زادة يظهره وهو يشرح على خريطة تفاعلية مواقع تواجد الأميركيين في المنطقة وقدرة ايران على استهدافها، معتبرا أن الوجود الأميركي في المنطقة فرصة، وهم قطعة اللحم تحت اسناننا». ويعود الشريط الى 5 اشهر خلت كما اوضحت الوكالة.

روحاني

إلى ذلك، وعلى عكس تقييمات اللواء سلامي، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس الإيراني حسن روحاني دعا أمس الأول إلى الوحدة بين الفصائل السياسية في البلاد، لتجاوز الظروف التي قال إنها ربما تكون أصعب من أوضاع البلاد خلال الحرب مع العراق في الثمانينيات، وذلك في الوقت الذي تواجه فيه الدولة تشديدا في العقوبات الأميركية.

وقال روحاني: «اليوم، لا يمكن قول ما إذا كانت الظروف أفضل أم أسوأ من فترة الحرب (1980-1988)، لكن خلال فترة الحرب لم تكن لدينا مشكلات مع بنوكنا أو مبيعات النفط أو الواردات والصادرات، وكانت هناك عقوبات فقط على مشتريات السلاح».

وأضاف «ضغوط الأعداء حرب غير مسبوقة في تاريخ ثورتنا الإسلامية... لكني لا أيأس ولدي أمل كبير في المستقبل، وأعتقد أننا يمكن أن نتجاوز تلك الظروف الصعبة شريطة أن نتحد».

على صعيد متصل، ذكرت وكالة الطلبة للأنباء، وهي وكالة شبه رسمية، أن محكمة علقت يوم السبت صدور مجلة سيدا (الصوت) الأسبوعية الإصلاحية، بعدما نشرت طبعة شملت مقالات تحذر من احتمال نشوب حرب مع الولايات المتحدة.

وقال العنوان الرئيسي للمجلة على صفحتها الأولى، بجوار صورة لسفن حربية أميركية «عند مفترق طرق الحرب والسلام، هل خسر المعتدلون أم هل سينقذون إيران مرة أخرى من الحرب؟».

وانتقد المتشددون المجلة على وسائل التواصل الاجتماعي ووصفوها بأنها «صوت ترامب»، وألمحوا إلى أن تحذيرها من خطر الحرب يرقى إلى حد الدعوة إلى محادثات مع الولايات المتحدة.

وكتبت وكالة فارس للأنباء التي يقودها المتشددون في تعليق «في ذروة حرب أميركا السياسية والاقتصادية والإعلامية على الأمة الإيرانية، تكمل مطبوعة إيرانية عمليات العدو الإعلامية داخل البلاد».

عراقجي وفلاحت بيشه

إلى ذلك، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني ​عباس عراقجي​، أن «الحل لا يكمن في الوساطات أو الاتصال الهاتفي والرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ لديه أرقامنا الهاتفية أيضا»، لافتاً إلى أن «مهلة الشهرين أمر محسوم، وبانتهائها سنبدأ إجراءات لتقليص التزامنا بالاتفاق النووي​«، مضيفاً: «على الأوروبيين التحرك بشكل جدي وفعال وتفعيل الآلية المالية بسرعة».

وأكّد رئيس لجنة ​الأمن​ القومي الايراني ​حشمت الله فلاحت بيشه​ أنه «لا أحد في ​طهران​ سيتصل بالرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ و​واشنطن​ ستضطر لتقديم عروض تفاوض أكثر جدية»، مشيرا إلى أنه «إذا أرادت واشنطن التفاوض فعليها التراجع عن التهديد والعداء وفرض العقوبات»، وعبر عن اعتقاده بأن اميركا لن تدخل في حرب تدرك انها ستخرج خاسرة منها.

كما رأى عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي علاء الدين بروجردي، ان تواجد الأسطول الاميركي في الخليج «حرب نفسية ودعائية».

بومبيو

وفي مقابلة مع محطة CNBC» الأميركية، قال مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي: «هدفنا ليس هو الحرب، بل إن هدفنا الثابت هو أن تغير القيادة الإيرانية سلوكها».

وأضاف أن «إيران هي أكبر قوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، وقد وضعنا لأنفسنا هدفا هو أن نضع هذا الأمر في وضعه الصحيح».

وبرر بومبيو نقل بلاده لوحدات عسكرية إلى المنطقة بالتهديد المتنامي من قبل إيران، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى رفع مستوى سلامتها إلى أفضل درجة ممكنة، كما أنها تسعى في الوقت نفسه إلى ضمان وجود قوة ردع كافية في المنطقة.

وهدد بومبيو بأنه في حال هاجمت إيران أهدافا أميركية في العراق أو بأفغانستان أو في اليمن أو في أي مكان آخر بالشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة جاهزة لإعطاء الرد المناسب.

وقال بومبيو إن «الجهود الثورية من جانب إيران للسيطرة على عواصم عربية مثل دمشق أو بيروت أو صنعاء، ليست من قبيل الأعمال المناسبة، فهي تزعزع الاستقرار، ونحن نرجوهم أن يعدلوا مسارهم وفقا للأمور الطبيعية التي تفعلها الدول، ليس أكثر».

back to top