نهاية اسبوع منزوعة البشر!!! *
![خولة مطر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/982_1671286347.jpg)
يكثر الحديث عن الحاجة لإجازة في نهاية الأسبوع للابتعاد عن ضجيج المدن، حيث ندين الضوضاء التي نخلقها نحن، ولكن ندعي أن سببها التحضر والمدنية، وتكثر العربات في الطرقات بعوادمها القاتلة والازدحام في الشوارع. كل هذه عوالم واقعية جداً، وبالتأكيد تؤثر في الجهاز العصبي حتى للأكثر قدرة على التكيف أو حتى عند عشاق المدن والضجيج، ولكن علينا أن نفكر ملياً في عطلة نهاية أسبوع منزوعة من البشر المسببين للتلوث والسموم الروحية والعقلية. عندما تعيش أيام عملك أو حتى بين رفقة تعايشت بجد مع هذه المرحلة المتطورة من تاريخ البشرية، كما يدعون مرحلة توصف بأنها طفرة الذكاء الصناعي والابتكار والتكنولوجيا المتطورة وهي نفسها التي تلازمت مع انحدار في الأخلاق والقيم والمحبة والوفاء وغيرها من الصفات التي ركنت في أرفف الكتب أو على جدران المتاحف مع الديناصورات التي انقرضت وكثير من المخلوقات الكونية التي انخفضت أعدادها بسبب البشر... البشر ذاتهم. شيء ما يدعو للتعمق أكثر في معنى التخلص من السموم ومفهومها، شيء ما يدعو للتفكير العميق في الحلقة المفرغة التي تبدأ وتنتهي عند "المشتبه فيهم"، فهم يصنعون ثم يلوثون ثم يعودون ليطرحوا أدوية للعلاج من آثار التلوث، وفي كل مراحل هذه الدائرة هم الرابحون حتما، هم الناشرون لثقافات غريبة على الكثير من المجتمعات، بل على كل البشرية، هم المستفيدون من خلق الأنفس الضعيفة ومن القضاء على كثير من الصفات التي كانت يوما تعد هي القيم المثلى، هم أنفسهم من يجدر أن تخصص مصحات للتخلص من السموم التي ينشرونها في المجتمعات!تردد هي السبت والأحد لي أنا، أنا فقط لا أريد أن أرى شخصاً أو أن أسمع صوتاً عبر الهاتف أو أن أقرأ رسالة على وسائل التواصل مليئة بالكذب أو النفاق أو التملق أو الكراهية، وهي صفة أخرى أصبحت ربما ملازمة للمدنية والحضارة كما يفهمها البشر الآن، بمعنى أن تكون متحضراً هو أن تكون منزوع العواطف والرحمة، وأن تحول قلبك إلى حاسبة للمصالح على أساسها توجهه، أي قلبك، ليحب ويكره أو يتملق أو ينافق، هناك حاجة حقيقية للتخلص من سموم البشر حتما قبل سموم الأطعمة. * ينشر بالتزامن مع "الشروق" المصرية.