غداة تحذير الرئيس الإيراني حسن روحاني من أن الأزمة الحالية التي تواجهها البلاد أخطر من الحرب مع العراق، ودعوته إلى وحدة الصف الداخلي، قلل قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، أمس، من أهمية التحركات العسكرية الأميركية الأخيرة، واصفاً إياها بأنها مجرد حرب نفسية.

واعتبر سلامي، الذي عُيّن قبل نحو شهر، في شهادة أمام مجلس الشورى (البرلمان)، أن إرسال الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن»، وقاذفات «بي 52» الاستراتيجية، وبارجة «أرلنغتون»، وأنظمة «باتريوت» إلى منطقة الخليج، مجرد أمر روتيني.

Ad

ونقل النائب محمد علي بورمختار عن سلامي، خلال الجلسة المغلقة للبرلمان، أن «أميركا تسعى لتخويف الشعب وبعض المسؤولين من وقوع الحرب»، مؤكداً أن «إيران لن تكون البادئة لأي حرب أبداً».

وأضاف: «خلافاً للأميركيين الذين يخشون الحرب، نحن أهل لها ولا نخشاها، لكن ليعلموا أنه إذا بدأت أي حرب فإن مصالحهم ستتعرض للخطر، ولن يكونوا هم من يختتمها»، مطمئناً النواب بأن إيران «تملك قدرة الردع أمام التهديدات».

أما قائد القوة الجوية في «الحرس»، أمير علي حاجي، فقد استعاد تصريحاً له قبل 5 أشهر وكرره أمس خلال الجلسة، إذ قال إن «الوجود العسكري الأميركي في الخليج كان دوماً تهديداً خطيراً، والآن أصبح فرصة»، مهدداً بأنه «إذا أقدم الأميركيون على خطوة فسنضربهم في الرأس».

وكان روحاني قال أمس الأول إن «ضغوط الأعداء حرب غير مسبوقة في تاريخ ثورتنا الإسلامية، وربما تكون أصعب من أوضاع البلاد خلال الحرب مع العراق، فخلال فترة الحرب لم تكن لدينا مشكلات مع بنوكنا أو مبيعات النفط أو الواردات والصادرات، وكانت هناك عقوبات فقط على مشتريات السلاح».

جاء ذلك بعدما علقت محكمة أمس الأول صدور مجلة سيدا (الصوت) الأسبوعية الإصلاحية، بعدما نشرت طبعة شملت مقالات تحذر من احتمال نشوب حرب مع الولايات المتحدة.

وقال العنوان الرئيسي للمجلة على صفحتها الأولى، بجوار صورة لسفن حربية أميركية: «عند مفترق طرق الحرب والسلام، هل خسر المعتدلون أم سينقذون إيران مرة أخرى من الحرب؟».

وانتقد المتشددون المجلة على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفوها بأنها «صوت ترامب»، ملمحين إلى أن تحذيرها من خطر الحرب يرقى إلى حد الدعوة لمحادثات مع الولايات المتحدة.

وكتبت وكالة فارس للأنباء، التي يقودها المتشددون في تعليق: «في ذروة حرب أميركا السياسية والاقتصادية والإعلامية على الأمة الإيرانية، تكمل مطبوعة إيرانية عمليات العدو الإعلامية داخل البلاد».

وبينما حذّر وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز من «هجمات إيرانية مباشرة، أو بالوكالة، على إسرائيل»، إذا تصاعدت المواجهة بين طهران وواشنطن، قال نائب رئيس البرلمان علي مطهري إن الولايات المتحدة لن تشن حرباً على طهران إطلاقا «لأن إسرائيل في مرمى صواريخنا».