توفي أمس البطريرك الماروني السابق في لبنان مار نصرالله بطرس صفير عن 99 عاماً، بعدما شكّل من خلال منصبه علامة فارقة في تاريخ لبنان، ورأس حربة في مواجهة الوجود السوري في حقبة التسعينيات.

ولعب صفير دوراً بارزاً في السياسة اللبنانية على مدار عقود، وعندما انتخب بطريركاً عام 1986 كانت الحرب الأهلية في أشدها، إلا أنه ساهم بقوة في إنجاز «اتفاق الطائف» عام 1989 الذي أنهى الحرب.

Ad

وعام 2000، رعى صفير مصالحة الجبل مع رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، لإنهاء الجفاء بين الطائفتين الدرزية والمسيحية، وفي سبتمبر من العام ذاته، أطلق «النداء الأول للمطارنة الموارنة»، الذي شكّل حجر الزاوية لخروج السوريين من لبنان في 2005، إثر اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ليستحق بعدها لقب «بطريرك الاستقلال الثاني».

وبعد خروج الجيش السوري، لم يتردد صفير في انتقاد «حزب الله» بشدة لرفضه التخلي عن سلاحه، إذ اعتبر أنه يشكّل «حالة شاذة»، مؤكداً أن «السلاح يجب أن يكون حصراً بيد الدولة».

استقال صفير عام 2011 من مهامه، وتردد وقتها أن ذلك جاء بطلب من الفاتيكان بسبب مواقفه السياسية القوية، لكنه ظل مقيماً في بكركي وعضواً بمجمع أساقفة الكنيسة المارونية، وكذلك ظل «كاردينالاً للكنيسة الجامعة»، وهو اللقب الذي منحه إياه بابا الكنسية الكاثوليكية يوحنا بولس الثاني عام 1994.

ويُعرف عن صفير تواضعه وتقشّفه في نمط حياته وشغفه برياضة المشي في الطبيعة، وكان ضليعاً في اللغتين العربية والفرنسية، كما كان يتكلّم الإنكليزية. وسيدفن جثمانه في مدافن البطاركة في بكركي الخميس.