بادي يحاضر عن القوميات والشعبويات

نشر في 14-05-2019
آخر تحديث 14-05-2019 | 00:00
من أجواء المحاضرة
من أجواء المحاضرة
بدعوةٍ مشتركة من جامعة القدّيس يوسف والمركز الفرنسي في لبنان ومؤسسة الفكر العربي، ألقى أستاذ العلوم السياسية وأحد أبرز الاختصاصيين في مجال العلاقات الدولية البروفيسور الفرنسي برتران بادي محاضرة تحت عنوان "القوميات والشعبويات في عالَمٍ معَولم"، حضرتها شخصيات أكاديمية وثقافية وطلاب جامعات.

البداية كانت مع كلمة ترحيبية لمدير معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف، د. كريم بيطار، ثم كلمة مقتضبة لمدير فرع التاريخ – قسم العلاقات الدولية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية كريستيان توتل، قدم فيها المحاضرة.

بعدها ألقى الأستاذ الدكتور هنري العَويط كلمة، أشاد فيها بمسيرة برتران بادي الأكاديمية اللامعة التي امتدت 4 عقود ونيّف، وبسجله التأليفي الحافل بأمهات الكتب التي غدت مراجع معتمدة، والتي تربو على الثلاثين.

وأشار العَويط إلى أن علاقته بلبنان، والعالم العربي عموماً، هي علاقة راسخة وحميمة، مسلطا الضوء على ما يمتاز به هذا المثقف الملتزم المؤمن بالقِيم الإنسانية النبيلة، المتعاطف مع شعوبنا والمؤيد لقضايانا العادلة.

وألقى بادي محاضرة تناول فيها التيارات الشعبوية والقومية، التي تشهد حاليا تناميا ملحوظا، مستعرضا مسيرة نشوء وتطور مصطلح الشعبوية والجذور التاريخية للتيارات الشعبوية المعاصرة.

وأوضح أن الشعبويات ليست عقيدة بل عقائد، وغالبا ما تكون متباينة ومختلفة، وهي ليست سياسة عامة ولا نظاما سياسيا، بل تشير إلى وضع مأزوم ومَرَضي، ويمكننا أن نسعى إلى تحديد هذه الأعراض الشعبوية المرضية، لكننا لا نعني بذلك أن الشعبويين هم مرضى، لكني أقول إن التحركات الشعبوية تعكس حالة مرضية.

ورأى بادي أن أحد الإشكاليات الأساسية وجود أزمة على مستوى الوعي بين مجموعة اجتماعية ومؤسساتها والجهات التي تقوم بإدارتها، لأنه لا يمكن لأي حركة سياسية أن تنجح من دون وجود ثقة، وعندما تتهاوى الثقة إلى مستويات متدنية نشهد أزمة على مستوى المنظومة السياسية، وعندما تصل الثقة الى مستويات متدنية جدا نتحدث عن جانبين أساسيين للمؤسسات بات مطعونا بهما: المشروعية والمصداقية.

وأكد أن أزمة المشروعية تسمح بدراسة الآليات المولدة للأوضاع الشعبوية الثلاثة: ونحن هنا نتحدث عن التخريب، وعن مؤسسات فُرضت علينا لا نفهمها ولا نعرف بشكل جيد كيف تعمل، وعن الوضع المرتبط بالإقصاء وبالإذلال، لافتا أن هذه هي الآليات النقدية التي نتناولها على مستوى المشروعية.

أما المصداقية فهي مجال أقل استكشافا، ولم تحظَ حتى الساعة بدراسات وافية، لكن القصور في المصداقية يعتمد على مركزين: الأول هو ذات طبيعة اقتصادية وتوفير الحد الأدنى من الأمن الاقتصادي بحسب مفهوم هوبس، والثاني له بعد آخر مرتبط بالحماية من الخارج، وهنا نفتح علبة الأحاجي لنتحدث عن واقع العالم عموما، وعن أوروبا بشكل خاص.

back to top