عقب تعرض 4 سفن سعودية وإماراتية ونرويجية لأعمال تخريبية في عمق المياه الإقليمية الإماراتية مقابل ميناء الفجيرة الاستراتيجي، الذي يتيح للإمارات تصدير النفط من دون المرور بمضيق هرمز، ومن ثم ضمان حركة التصدير في حال حصول أي توترات إقليمية، تصاعد التوتر في الخليج.

وجاء هذا الاعتداء، الذي لم يكشف عن منفذيه حتى الساعة، بعد أيام من إرسال الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية كبيرة؛ استجابةً لمعلومات عن تخطيط إيران لشن هجمات تستهدف مصالح أميركا أو أحد حلفائها.

Ad

وسارعت إيران للتعبير عن قلقها، وحضت على إجراء تحقيق، إذ حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي من «مغامرة لاعبين خارجيين» لعرقلة أمن الملاحة.

وقال النائب الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه، رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى (البرلمان)، إن «مخربين من دولة ثالثة يسعون إلى زعزعة استقرار المنطقة»، قد يكونون وراء الهجمات، في إشارة محتملة إلى إسرائيل.

وبينما عمّ الهدوء ميناء الفجيرة وسارت العمليات فيه بسلاسة، جدد وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش التأكيد على إجراء التحقيق، وكتب في تغريدة بـ «تويتر» أن «التحقيق يتم بحرفية، وستتضح الحقائق، ولنا قراءاتنا واستنتاجاتنا».

وكان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في السعودية خالد الفالح أعلن «تعرض ناقلتين سعوديتين لهجوم تخريبي». وفي وقت لاحق قالت وزارة الخارجية السعودية إن ما جرى «يشكل تهديداً خطيراً لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، وينعكس سلباً على السلم والأمن الإقليميين والدوليين».

وبينما تتالت المواقف العربية المدينة للحادث والمتضامنة مع الإمارات، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية أن «العمل الإجرامي يمثل تصعيداً للتوتر في المنطقة، ويهدد سلامة الملاحة البحرية وحركة التجارة العالمية وإمدادات الطاقة الدولية، الأمر الذي يحتم تحركاً سريعاً من المجتمع الدولي، لوضع حد لمثل هذه الأعمال الإجرامية لتدارك تبعاتها الخطيرة».

وعبّر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، أمس، عن قلقه إزاء «احتمال اندلاع صراع عن طريق الخطأ نتيجة تصعيد غير مقصود فعلياً من أي من الجانبين»، في وقت ألغى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زيارته لموسكو ليجري مشاورات مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل.

وأمس الأول، أصدرت السفارة الأميركية في بغداد تحذيراً من الأوضاع الأمنية في العراق، وذلك بالتزامن مع الكشف عن زيارة لقائد «فيلق القدس» المسؤول عن العمل الخارجي في «الحرس الثوري» اللواء قاسم سليماني للعراق. وكشفت تقارير صحافية أن سليماني، الذي يقود وينسق عمل الميليشيات الإقليمية الموالية لطهران، التقى في بيروت قبل أيام مسؤولاً في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.

إلى ذلك، حذر الرئيس حسن روحاني، الذي دخل في خلاف مع الحرس الثوري حول تقييم المخاطر التي تعيشها البلاد، أي مسؤول من أن تصريحاته وأفعاله تؤثر على السلم والأمن في ايران والمنطقة، في وقت أكد قائد القوات البحرية الإيرانية حسين خانزادي، أن «المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي قال الكلمة الأساسية، وهي أن الحرب لن تقع، وإذا وقعت فإننا جاهزون لها، وليس لنا أي تفاوض مع أحد».

واعتبر خانزادي أن «وجود الأميركيين في المنطقة بلغ نهاية مطافه، وعليهم مغادرة المنطقة»، مشدداً على «الجاهزية الكاملة لحرب حقيقية».