بوادر حراك جامعي واسع تحت عنوان «حرية الحجاب»
25 جريحاً في اشتباكات بجامعة طهران... وإجبار طلاب على توقيع «وثائق توبة»
تحوّل تجمع في جامعة طهران للمطالبة بحرية الحجاب، أمس الأول، إلى اشتباكات بين الطلاب الذين نظموا التجمع و"الباسيج" الطلابي (التعبئة الشعبية)، وجرح خلالها 25 طالباً.وأفاد عدد من الطلاب "الجريدة" بأن وحدات مكافحة الشغب أقفلت أبواب الجامعة وحاصرتها كي لا يستطيع الطلاب الخروج أو الدخول، في حين سمح للباسيج الطلابي فقط بالدخول.وأضاف الشهود أن أعضاء الباسيج حاصروا صالة الاجتماعات المركزية للجامعة حيث كان الطلاب المطالبون بحرية الحجاب يعقدون جلستهم، ثم هاجموا قادة الحركة والمتحدثين، وقاموا بضربهم حتى فقد بعضهم الوعي.
وقالوا إن تدخل الباسيج تحول الى اشتباكات عنيفة مع باقي طلاب الجامعة الذين كانوا مستعدين للمواجهة وكان بحوزتهم عصي وسلاسل حديدية واستطاعوا التصدي للباسيج الذين فر بعضهم باتجاه بوابات الجامعة، وطالبوا شرطة مكافحة الشغب بالتدخل لإنقاذهم.وحسب الشهود، منع الطلاب من الخروج الى حين مراجعة قوات مكافحة الشغب للفيديوهات من داخل الجامعة واعتقال حوالي 50 طالباً من المنظمين والمتحدثين في التجمع. وقال أحد الطلاب إنه تم اطلاق سراح 30 طالباً بكفالات مالية كبيرة وصلت الى رهن أهاليهم سندات منازلهم وتوقيع الطلاب على "وثائق توبة" يتعهدون فيها بعدم تكرار فعلتهم.وذكر أحد الطلاب الموقوفين، أن وحدات مكافحة الشغب قاموا بضربهم ضربا مبرحا قبل ان يتم تسليمهم الى المخافر. واشترطت الشرطة توقيع الطلاب وعائلاتهم على وثائق بأنهم خرجوا من المخفر سالمين.وقال الطالب إن عددا من الطلاب الذين لم يتم اطلاق سراحهم يواجهون كسورا في ضلوعهم.وتحول محيط جامعة طهران في وسط المدينة الى منطقة تسودها الحذر الشديد وشاهد المارون انتشارا مكثفا للاجهزة الامنية وشرطة مكافحة الشغب أمس الثلاثاء بعد أن حاول بعض الطلاب تتنظيم حركات احتجاجية لدعم زملائهم، واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب، مما اضطرهم الى الاحتماء بالحرم الجامعي حيث رفعوا الشعارات المناوئة للحكومة والنظام الاسلامي وولي الفقيه من خلف قضبان الحرم الجامعي.وكانت مجموعة طلابية تسمي نفسها "الطلاب الاحرار" واخرى تسمي نفسها "حركة التجديد" قد استفادتا من وسائل التواصل الاجتماعي خلال الشهر الماضي لدعوة الطلاب الجامعيين إلى التجمع يوم 13 مايو للمطالبة بحرية الحجاب في البلاد.واتهم الأصوليون هذه الحركات بأنها مسيرة من الخارج، حتى وصل الأمر إلى اتهام السفارة البريطانية في طهران بقيادة هذه الحركات، وأن التنسيق مع قادة الحركة تم خلال حفل إفطار أقامته السفارة البريطانية في طهران الأسبوع الماضي.